مجانين الكفاح وظروف نشأة فريق ” الرشاد ” في جزئين خدمة للذاكرة الكروية والتاريخ .

محمد الطالبي

من هو حسن الجرف ( مولاي ) الذاكرة ؟
من هو FERNAND CORTIANA ومن الذي جاء به لتسيير فريق الكفاح ؟
الأسباب التي أدت إلى نشأة فريق الرشاد .
محطة الصلح والادماج .

لجزء الأول :

حين يشرع المرأ في كتابة الذاكرة الكروية لمدينة سيدي يحيى الغرب ، فلا يمكنه اغفال الخدمة التي أسداها مجنون كرة القدم وعاشق الكفاح الراحل * حسن الجرف المعروف محليا ولدى العامة بحسن مولاي *

ولج المرحوم حسن تجربة مجال التسيير في وقت وسن مبكرة ، في ستينيات القرن الماضي ، حيث كان شابا أنيقا ومن أسرة ميسورة ومعروفة من خلال الشهرة التي اكتسبها والده المرحوم ” مولاي موح ” بصفته الرجل الثري وصاحب أول مطحنة وأول حمام شعبي بالمدينة .

كان المرحوم حسن يعتبر الابن المدلل لدى العائلة التي لم تكن لترفض له طلبا ، وكان البيت الذي يستقر به ملجآ لكل من احتاج خدمة المبيت والأكل والشرب ، وكل مداخيل الحمام والمطحنة تحت تصرفه ينفقها متى وكما يشاء وحسب رغبته دون حسيب أو رقيب .
ولم يكن المرحوم يفكر في الادخار تحسبا لدوائر الزمن ، ولم يكن يصرفها لاحتياجاته الشخصية ، بقدرما كان يصرفها أساسا على الفريق وعلى اللاعبين المحتاجين ، وقتها كان هو الكل في الكل على مستوى تدبير أمور الفريق ، منه الرئيس والكاتب وكان الجميع يلتف حوله مبتهجا بمرافقة ابن أغنى رجل بالمنطقة الى حد أن ارتبط اسمه بفريق الكفاح ، وباتت حواراته ومناقشاته في المقهى وفي البيت تدور حصريا حول الكفاح نظرا لعشقة الجنوني الغير الطبيعي للنادي ، بعدما عايش الرجل الجيل الأول كمحب للمستديرة وكمسير من الدرجة الثانية ، في زمن الكبار أمثال ( المرحوم حسن الزهاني أول حارس لعرين الكفاح بامتياز ، والدجيبوري – وبوزيان – والأخوين المرحومين السيوطي امحمدا وحسن – وابراهيم الوجدي وأخيه – ومحمد بودودة الملقب بالشنوفي – والمرحوم الكبش – وبنجدو – وامبارك ريان – والحوسين التطواني – والبرارحي – وسعيد بن احمد الحيحي – وحداج يحيى – ….الخ واللائحة طويلة ) وبعده جيل العملاق الحارس عبدالله الجزولي ورفاقه أمثال المرحوم محمد التواتي – وبنعاشر السعدي _ وبنعاشر الحاضي _ والمرحوم سليمان السالك _ وادريس النيفر النيلو _ والحاج عمر الهواري _ والمرحوم احمد الجبيلي ..الخ .

توالت الأيام والسنين وظل الرجل يعطي كل ما يملك للفريق دون أن ينتبه لما يخبأه له المستقبل أملا في بلوغ هدف الصعود الى القسم الثاني ، متحديا كل الإكراهات والحواجز التي كانت تقف أمامه ، وفي مقدمتها عصبة الغرب التي كان يرأسها وقتها المسمى * بن الطاهر * وما أدراك ما بن الطاهر وقد يكون الرجل قد فارق الحياة نظرا لسنه المتقدم وقتها والذي كان يناهز أو يفوق 60 سنة والمعروف في تلك الحقبة بالرجل القوي المتحكم في اللعبة وفي القرار المرتبط بالمنظومة الكروية على مستوى منطقة الغرب .

ومن بين الطرائف أو الأحداث التي لا زالت عالقة في ذهني ، وأنا الذي عايشت هدا الرجل الطيب ، أنه في ليلة من ليالي سنة 1972 ، أتى لزيارته بمقهى عبدالجبار كل من المرحوم احمد الجبيلي – والمرحوم عبدالكريم السودور بهدف الحصول على دعم مادي معين كمصروف للجيب ، حيث بحث الرجل في جيوبه ولم يقنعه ربما المبلغ المتوفر لديه ، ليطلب منهما الانتظار قليلا ، وراح جريا اتجاه الحمام ليعود بنفس السرعة وبيده علبة قزديرية مملوءة بالدراهم سلمها لهم ملتمسا توزيعها فيما بينهم ليغادرهم مسرعا إلى وجهته المعهودة ، دون حتى أن يعرف قيمة المبلغ الاجمالي ، الدي كان في الأصل حصيلة مداخيل الحمام ، الدي كانت قيمة الاستحمام به لا تتعدى الدرهم الواحد ).
FERNAND CORTIANA
متى دخل المدينة وكيف ولج مجال التسيير ؟
تأتي سنة 1969 لتعرف المدينة ومعها المنظومة الرياضية الكروية تحولا غير منتظرا وقتها اثر مجىء الفرنسي (CORTIANA ) لشغل مهمة بمعمل الورق ” لاسيليلوز ” ،شأنه شأن العديد من الفرنسيين الذين كانوا من بين عمال المعمل المتخصص في صناعة ورق الكرطون وأهم عنصر التنمية الاقتصادية محليا .

هدا الوافد الغريب الجديد سيفرض نفسه لخلافة المرحوم حسن مولاي على رأس عرش الكرة اليحياوية عن جدارة واستحقاق ، بعدما كان وراء استقطابه للمساهمة في التسيير والتمويل المرحوم ” حسن مولاي * نفسه .

كان عشق ( CORTIANA ) لرياضة ألعاب القوى لا يوصف ، حيث كان يمارس اللعبة ببلدته الفرنسية وكان متميزا في المسافات القصيرة والمتوسطة ، هدا الشغف سيجعله يتعلق بشخص الهادي مرزاكة أحد لاعبي الكفاح آنذاك والذي كان بدوره من المتميزين في رياضة الألعاب المدرسية والمتخصص في نفس المسافات القصيرة والمتوسطة وكان يحصد الجوائز في جميع الملتقيات المدرسية ، شأنه شأن البطلة مليكة البريني في زمن لم تكن تحضى فيه هده الرياضة بنفس الأهمية والدعم المعاش حاليا .

كان هدا الحدث المفاجىء سببا كافيا للتعاطف ولتقارب الرجلين ، وتطورت العلاقة لتشمل أسرة مرزاكة بأكملها ، يزورها ببيتها ويصطحب اللاعب معه في كل تنقلاته ، الى حد أن أصبح ( CORTIANA ) يفكر في تأسيس فرع الكفاح لألعاب القوى ، الا أن المرحوم حسن كان له رأي آخر حين استطاع جلبه ليرافقه ويشاركه تسيير فريق الكفاح لكرة القدم ، وليفلح الأخير في ذلك وليعرض ( FERNAND ) عن مشروعه الأولي ويدخل غمار تسيير فريق كرة القدم من بابه الواسع ، وليصبح بعد مرور بضعة أشهر من الاحتكاك مع المكتب المسير ومع الفريق متيما بالفريق حد الجنون ، ولينضاف الى سجل عشاق الكفاح المجانين رقم آخر اسمه ( CORTIANA ) بعد مجنونها الأول * حسن مولاي * .
شرع الرجل في تنظيم ادارة الفريق بطريقة احترافية ، واجتهد في ابتكار شعار للفريق ، ينسجم مع خصوصية المنطقة الغابوية بحيث تجد داخل الشعار ايحاء لشجرة الأوكلبتيس ، ثم بادر الى جلب الألبسة اللازمة وكل متطلبات التدريب من أدوات وأقمصة وكرات وقام بتأهيل مستودع الملابس وكلف حارسا خاصا للمستودع .

ولم يغفل الرجل الجانب الاجتماعي والتربوي حيث كان حازما في تتبع مسار التلاميد والطلبة وكان يوفر للجميع الكتب والأدوات المدرسية بمناسبة الدخول المدرسي ويوفر مصاريف التنقل لمن كان يدرس خارج المدينة ، ويهتم بالنتائج ، ( وهنا لابد من استحضار البعد الانساني لدى هدا الرجل ، من خلال واقعة تخليه عن فراشه مؤقتا لفائدة أحد اللاعبين الدي كان يعاني حينها من مرض معين ويقوم شخصيا بعنايته ، ليفترش بالمقابل الأرض وهو الحدث الدي عاينته شخصيا بمعية عبدالرحمان بلكومي ..قني ) .

يتبع ………….

شاهد أيضاً

LCI ÉDUCATION تصبح شريكًا رسميًا لأسود الأطلس

LCI ÉDUCATION تصبح شريكًا رسميًا لأسود الأطلس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار