كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب في الدورة الاستثنائية لبرلمان أذربيجان

كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب في الدورة الاستثنائية لبرلمان أذربيجان

كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب في الدورة الاستثنائية لبرلمان أذربيجان

بمناسبة الذكرى المائة لميلاد الرئيس الراحل حيدر عليـيف صاحبة المعالي والزميلة العزيزة صاحبة علي قيزي غافاروفا، رئيسة المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان الزملاء رؤساء المجالس التشريعية الحاضرون،الزميلات والزملاء،تغمرني سعادة كبرى وأنا ألَبِّي دعوةَ الزميلة العزيزة الأستاذة صاحبة علي قيزي غافاروفا رئيسة المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان للمشاركة في الدورة الاستثنائية التي يعقدها برلمان أذربيجان الشقيقة تكريمًا وتخليدًا لذكرى ميلاد باني أذربيجان المعاصرة الرئيس الراحل حيدر علييف رحمه الله وأكرم مثواه.

وإنه لتقليدٌ جميلٌ أن يعقد برلمان بلدكم هذه الدورة وفاءً واعترافًا وامتنانًا من الأمّة الأذربيجانية، لشخصية وطنية يقترن اسْمُها بالتاريخ المعاصر لبلدكم الكريم، سواء في مرحلة بناء الاستقلال أو في مرحلة التأسيس للنهضة المتعددة في كل القطاعات وبكل الأوجه التي تُحققها أذربيجان، نهضَةٌ تجاوزت أصداؤها الحدود الوطنية والمجال الجيوسياسي لأدربيجان إلى مختلف جهات العالم وبلدانه.وإذا كان تاريخ البُلْدان يقترنُ، في حالات عديدة بأسماء بعينها، تخلدها الشعوب وتَذْكُرها الألْسُن، فإن نهضة أذربيجان تقترن، دون شك، باسم الرئيس حيدر علييف.

وكمتتبع للأحداث، أشهد أن بلدكم بفضل التفافه حول قيادته، وبفضل جهود نخبه ومهاراتها ويقظتها وفطنتها، هو اليوم واحد من نماذج النهضة الصاعدة اللافتة للانتباه، وذلك رغم السياق الإقليمي والدولي الصعب. فقد عرفتم كيف تحولون إمكانيات بلدكم إلى ثروات بقيم مضافة عالية.

وعرفتم كيف توظفون جمال بلدكم الرائع المتنوع إلى وسيلة جذب وقوة ناعمة.

وعرفتم كيف تؤالفون بين ثقافتكم الاجتماعية والتاريخية الغنية العريقة والأصيلة والحداثة، كما يتجسد ذلك في نسيجكم العمراني الجذاب، وفي مدنكم المنظمة الجامعة بين البساطة والوظيفية، والوجه المعاصر لاذربيجان المتوجهة إلى المستقبل.

إنها القوة الناعمة التي تحققت في أقل من ثلاثين عَاما، لتكون أذربيجان بذلك، كما هو موقعها الجغرافي، واحدة من البلدان القليلة التي تجمع بين سحر وروحانية وبساطة الشرق، وجمال وصفاء القوقاز، وما تتطلبه الحداثة من قوة تنافس، ولتعكسَ بالفعل موقعها كفضاء يربط ويجمع بين حضارات وثقافات مختلفة.

وأذربيجان بما أنجزته وبتنوعها الثقافي، ومستوى وعي شعبها وقدرتها على الإبداع في إنتاج وتوزيع الثروة، مما يسر قيام طبقة وسطى عريضة حاملة للحداثة، هي بكل هذا وغيره، ركيزة استقرار إقليمي، وواحد من البلدان حيث يتأكد أن الحداثة والديموقراطية لا تتناقضان مع الإسلام السمح المعتَدل.

السيدة الرئيسةفي المملكة المغربية نتقاسم مع هذا البلد الشقيق النهج نفسه في احترام التعددية وتثمين تنوعنا الثقافي العريق المستند إلى تاريخ عريق وحضارة أسهمت إلى حد كبير في قيام الحداثة والعقلانية المعاصرة.

نتقاسم مع بلدكم، كما مع بلدان شقيقة وصديقة ممثلة هنا في هذا المحفل، نفس المسؤولية الوطنية، التاريخية والسياسية والأخلاقية، في مواجهة الانفصال، وصيانة الوحدة الترابية والدفاع المستميت غير المتردد في حماية السيادة الوطنية، ولكن أيضا التصميم نَفْسَه على تحقيق الصعود الاقتصادي والتماسك الاجتماعي في كنف دولة القانون والحق والمؤسسات والتعددية الحقيقية التي هي جزء من هويتنا ومن كياننا.

وفي الحالة المغربية تقترن قصة النجاح والتقدم بثلاثة ملوك عظام :

بطل التحرير الوطني وأب الأمة المغفور له الملك محمد الخامس، وباني المغرب الحديث وموحد الأمة المغفور له الملك الحسن الثاني وقائد الصعود المغربي الراهن جلالة الملك محمد السادس نصره الله.

أريد أن أقول بذلك إن بيننا الكثير من المشترك، والكثير من التشابهات، والكثير من الآفاق الموحدة بين كل من المملكة المغربية وجمهورية أذربيجان.

السيدة الرئيسة،الزملاء والزميلات،السيدات والسادة،إن واحدًا من الدروس التي تستفاد من قصة نجاح أذربيجان، (أرض النار والأنوار) هي ألَّا تناقض بين الإسلام والتقاليد من جهة، والتقدم من جهة أخرى.

وهو نفس الدرس الذي يتأكد من حالات نجاح بلدان شقيقة أخرى في منطقة أوراسيا وفي الخليج العربي والشرق الأوسط، كما هي الحالة المغربية أيضًا.

قصةُ نجاح أذربيجان دليلٌ قاطع على أن التنوع والاختلاف، مع احترام الخصوصيات والسياقات والتقاليد السياسية لكل بلد، هما رافعة للتقدم والتطور ، إذ إن أي سعي إلى نسخ نماذج ثقافية وسياسية بعينها وفرضها على العالم تؤول في الغالب الأعم إلى المآزق والفُصَام الثقافي.

في الختام يُسعدني أن أشارك في هذا الحدث الوطني لأذربيجان الذي أرادت المؤسسة التشريعية من خلاله تكريم وتخليد اسم شخصية دخلت تاريخ هذا البلد العريق وساهمت في صنعه باقتدار.

هنيئا لكم بما حققتم، وشكرًا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال.

شاهد أيضاً

أمن مكناس.. الإطاحة بشخصين بحوزتهما على 1880 قرص مهلوس من نوع إكستازي وريفوتريل وجمعات من مخدر الكوكايين

أمن مكناس.. الإطاحة بشخصين بحوزتهما على 1880 قرص مهلوس من نوع إكستازي وريفوتريل وجمعات من مخدر الكوكايين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار
النادي الملكي للفروسية المهماز الفضي يحتضن المسابقة الوطنية للقفز على الحواجز غرفة الصناعة التقليدية لجهة فاس مكناس تشجب وتحتج على إقدام الجزائر على ترشيح " الزليج" ضمن لائحة الت... اصيلة..الأمن الوطني يوقف ثلاثة أشخاص بالاتجار غير المشروع في المخدرات والضرب والجرح في مواجهة شرطي أمن مكناس.. الإطاحة بشخصين بحوزتهما على 1880 قرص مهلوس من نوع إكستازي وريفوتريل وجمعات من مخدر الكوك... أمن مكناس يوقف شخص عشريني متلبس بمحاولة سرقة وكالة بنكية بمنطقة "تولال" بالصور.. محمد بدر: نسعى لخلق موسم مسرحي جديد في دول الخليج رئيس البرلمان العربي يهنئ راشيد الطالبي العلمي لانتخابه رئيسا لمجلس النواب بالمملكة المغربية أمن مكناس يتمكن تحرير وإنقاذ شخصين كانا ضحية لعملية اختطاف واحتجاز مقرونة بأعمال التعذيب صاحب الجلالـة حفظه الله ونصره ينعم على ابن مدينة المحمدية اللاعب السابق لكرة القدم حمو فضيلي ومجموعة... كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي على إثر إعادة انتخابه رئيسا لمجلس النواب