الفلاحة ومشكلة الإكتفاء الذاتي بالمغرب
بقلم :ع.بيدن
المغرب بلد فلاحي بامتياز لما يتوفر عليه من مؤهلات طبيعية تتجلى في أراضي شاسعة صالحة لكل أنواع الزراعات سقوية وبورية إضافة الى عدد لا يستهان به من سدود رئيسية وثانوية تجاوز عددها المائة وأربعين سدا،وكما هو معلوم استبشرنا خيرابما سمي حينها بالمخطط الأخضر الذي رصدت له الدولة مئات الملايير من الدراهم من أجل تطوير القطاع الفلاحي بالمغرب.
لكن للأسف الشديد لم يستطع هذا المخطط الأخضر من إنقاذ آلاف حقول الصبار من الحشرة القرمزية التي أبادتها في قبائل الرحامنة والتي كانت تعتبر مصدر معيشة هذه القبائل،كما أنه لم يهتم بالزراعات الزيتية وأعني زراعة عباد الشمس مما نتج عنه غلاء مادة الزيت بالمغرب،ومما يدل كذلك على فشل هذا المخطط أن المغرب أصبح من أوائل المستوردين لمادة الحبوب بكل أنواعها بما فيها الأعلاف،واليوم ها هو المغرب يستورد الأبقار لسد الخصاص الذي يعرفه بلدنا في قطاع اللحوم الحمراء والتي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني وأصبحت ناذرة على الموائد المغربية.
أما الخضر فانتشر لهيب أثمنثها في كل الأسواق دون استثناء مما جعل المظاهرات تخرج في كل المناطق منددة بهذا الإرتفاع الصاروخي الذي شهدته المواد الإستهلاكية الضرورية رغم ما تقوم به الحكومة من مجهودات لإعادة الأمور الى نصابها،لذلك أقول لا خير في هذا المخطط الأخضر إذا لم يستطع الوصول الى الإكتفاء الذاتي في كل المنتوجات الفلاحية بالمغرب.