الرقية الشرعية :حرفة من لا حرفة له
الشارع نيوز/حليمة انفينيف اللوزي
انتشرت في الٱونة الأخيرة عدة مهن وحرف كانت بالامس القريب تتقتصر على تلقي تعليم وتداريب عديدة من اجل إتقانها وسلامة مستعمليها،واخص بالذكر هنا من المهن والحرف التي اصبحت شائعة في هذا العصر:الرقية الشرعية لماذا أقول حرفة او مهنة لأنه اصبحت مصدر رزق العديد من الأشخاص بطرق مختلفة،صحيح قد أتعرض لهجوم شرس من طرف بعض الرقاة النزهاء أنه قمت بالإساءة للمجال وممتهنيه لكن فأنا لا أتحدث بصيغة عامة ولكن بسياق يحصر المتطفلين عن المجال في الزاوية.
وكما لا يخفى على الجميع انه أصبح إسم راقي شرعي متداول بشكل للنظر ،إذ وبمجرد دخول عالم وسائل التواصل الإجتماعي إلا وتبدأ أسامي الرقاة بجنسيهما تظهر على الشاشة وكل يحاول إظهار إمكانيته الخارقة في القضاء على الجن وتعذيبه مع ذكر وصفات لإبطال السحر وجلب الحبيب وعلاج العنوسة ومشاكل الإنجاب واللائحة طويلة.
وبالإضافة إلى تواجدهم الملفت بالعالم الإفتراضي نجد على أرض الواقع وجود محلات مخصصة لهذا الغرض كتب على يافطات أبوابها مركز للرقية الشرعية وعلاج كذ وكذا ومن هنا نعرج قليلا على الجانب القانوني إذ يتساءل العديد عن الشروط والمؤهلات التي تخول لهؤلاء الأشخاص افتتاح مراكز من هذا القبيل بشكل قانوني وخصوصا أنه ما يحدث بداخلها من ممارسة طرق الشعوذة والسحر وأحيانا تصبح اوكارا للدعارة والإغتصاب يخالف المساطر القانونية ويعتبر هذا تقصيرا من الناحية القانونية في مراقبة ومنع إحداث مراكز للرقية الشرعية ناهيك عن مزاولة بعض من يسمون انفسهم رقاة داخل بيوتهم بل يكفي ان يرتدي لباسا تقليديا من قبيل جلباب او”فوقية” ويقرأ ٱيات بيينات من الذكر الحكيم أحيانا يتلعثمون حتى في قراءتها ويبدا مزاولة حرفته التي يجني منها أموالا طائلة جراء توافد الجهلاء وضعاف الإيمان لمثل هاته الأوكار من أجل أن يحقق هذا الراقي المزعوم احلامهم مثل جلب الحبيب والقضاء على العنوسة وإبطال السحر والقبول وغيرها من الأعمال التي تندرج في خانة الشرك بالله.
وبما أنه من بين مؤسساتنا المجلس العلمي الأعلى نلاحظ ان هذا الأخير يترك مثل هؤلاء الكهنة في كامل حرياتهم دون إصدار فتاوي تحرم مثل هاته الأعمال مما سيجعله يهيئ الارضية من أجل تحريك المسطرة القانونية وزج هؤلاء العرافين والدجالين في السجن من أجل نيل العقاب المستحق.إن ظاهرة الرقية الشرعية من وجهة نظري من الأمور التي يجب ان تحارب بشكل جاد وفعلي لأنها من منظوري الخاص ترقى لما تحدثه برامج روتيني اليوم من انحلال أخلاقي بمجتمعنا حيث أن روتيني اليومي ينشر الفاحش بالعلن وممتهنوا الرقية الشرعية ينشرون الفاحشة بالسر وكلاهما وجهان لعملة واحدة وهي ضرب القيم الدينية لبلاد سطر في أول سطور دستورها ان دينها هو الإسلام .
