المؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط بوخالفة
بوزنيقة: بقلم عبد الواحد الحطابي
في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط بوخالفة:
الجواب الموضوعي لمواجهة الاختلالات العميقة التي أفرزتها الجائحة هو بناء الدولة الاجتماعية العلمي:
المحطة التنظيمية ليوم 10 يونيو تشكل اعلانا صريحا عن انطلاق مسيرة نقابية كونفدرالية جديدة بالقطاع لم يكن يوم الجمعة 10 يونيو من العام 2022 يوما عاديا في صفحة كتاب شغيلة المكتب الشريف للفوسفاط، وتنظيمه النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط، ومركزيتها النقابية المنضوية تحت لوائها، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث كان الجميع على موعد مع لحظة استثنائية في زمن استثنائي ترسم خطوط الطول والعرض والمنحيات لكميائها المتعدد التركيبة سياق اقليمي ودولي ووطني بحمولة تداعياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوبائية، وقّعت على الكثير من تفاصيلها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الثامن للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط، كانت مسرحا لفعالياتها وسط حضور وازن لأعضاء المكتب التنفيذي للكونفدرالية، وممثلي الاتحادات الكونفدرالية والنقابات الوطنية، وأعضاء المجموعة الكونفدرالية بمجلس المستشارين، وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ورجال إعلام، قاعة اجتماعات كبرى بالمركز الدولي للشباب ببوزنيقة، حيث انطلقت تمام الساعة السابعة مساء، أشغال الجلسة التي سير فقراتها يوسف حكمي، نائب الكاتب العام للنقابة الوطنية المنتهية ولايته.
وانطلقت أشغال الجلسة وسط حضور 450 مؤتمر ومشارك، وتخللت فقراتها وصلة غنائية لأحدى المجموعات الغنائية من مدينة الفقيه بنصالح، وشريط قصير يؤرخ لتاريخ انعقاد المؤتمرات الوطنية للنقابة وشعاراتها، وكلمات مصورة لتنظيمات نقابية دولية، (انطلقت) بكلمة المكتب التنفيذي للمركزية، قدمها نائب الكاتب العام بوشتى بوخالفة، أبلغ في بدايتها تحيات وتقدير الكاتب العام للكونفدرالية الأستاذ عبد القادر الزاير، ومستحضرا بقوة الدور الريادي الذي لعبه فقيد الطبقة العاملة المغربية وزعيمها التاريخي نوبير الأموي، في بناء النقابة الوطنية وجعلها رقما صعبا في المعادلة النقابية بالقطاع.
وتوقف بوخالفة في كلمته باسم المكتب التنفيذي عند أبعاد السياق الدولي الذي ينعقد فيه المؤتمر الوطني للنقابة، وكذا جائحة كورونا، مؤكدا في هذا الجانب، على موقف الكونفدرالية الذي يعتبر أن الجواب الموضوعي لمواجهة الاختلالات العميقة التي أفرزتها الجائحة، هو “بناء الدولة الاجتماعية بما تقتضيه من ضرورة البناء الديمقراطي الحقيقي، وإفراز مؤسسات تمثيلية حقيقية، والقطع مع الريع والفساد، وتوزيع العادل للثروات”.
الاتفاق الاجتماعي أعاد الاعتبار لمؤسسة الحوار الاجتماعي وتوقف القيادي النقابي، عند رفض الكونفدرالية التوقيع على اتفاق 25 أبريل 2019 ، وتوقيعها بالمقابل على اتفاق 30 أبريل 2022، والميثاق الوطني للحوار الاجتماعي، لافتا أن التوقيع كان انسجاما يقول بوخالفة “مع قناعتنا بأن هذا الاتفاق (وهو اتفاق مرحلي) قد أعاد الاعتبار لمؤسسة الحوار الاجتماعي كإطار مؤسساتي للتفاوض ثلاثي الأطراف”، الذي ستحال عليه يضيف نائب الكاتب العام “كل القضايا والقوانين الاجتماعية”، مع التزام الحكومة يشدد المسؤول النقابي “بتنفيذ الالتزامات السابقة المتضمنة في اتفاق 26 أبريل 2011، بالإضافة إلى تحقيق مجموعة من المكتسبات في القطاعين العام والخاص”.
وجددت كلمة المكتب التنفيذي أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تأكيد موقف الكونفدرالية الثابت بخصوص مغربية الصحراء، ومطالبتها بتحرير سبتة ومليلية والجزر التابعة لهما، ورفضها وإدانتها في ذات الآن، كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاشم، ودعمها الثابت للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حريته واستقلاله وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه وعاصمتها القدس.
وتوقف بوخالفة في كلمته، عند الطبيعة الاستراتيجية التي يكتسيها قطاع الفوسفاط وأهميته البالغة بالنسبة للدولة، مبرزا في سياق موازٍ، المسار النضالي للنقابة الوطنية في هذا الخصوص وقال “بفضل إصرار النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط على جعل الحوار ممأسسا غير مناسباتي، وتمسكها بطابعه التفاوضي، استمرت النضالات حتى سنة 2005″، حيث تم يضيف “التوقيع على أول ميثاق للحوار الاجتماعي”، مؤكدا في سياق ذي صلة، حزمة التحديات التي تنظر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وتنظيماتها القطاعية والمحلية والاقليمية، معتبرا في هذا الجانب، أن محطة المؤتمر الوطني الثامن، تشكل “فرصة مواتية لتعميق النقاش واستصدارا القرارات والتوصيات بما يعزز” يقول نائب الكاتب العام، مكانة النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط في الساحة النقابية، ويساهم في تصليب التنظيم وتحقيق المزيد من المكتسبات للشغيلة الفوسفاطية”.
من جانبه، وجه في بداية كلمته باسم المكتب الوطني في الجلسة الافتتاحية الكاتب العام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط (المنتهية ولايته) خليد هوير العلمي، التحية للكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل عبد القادر الزاير، متمنيا له الشفاء العاجل، مذكرا في سياق الكلمة، بالدور الأساسي والمركزي لفقيد الطبقة العاملة والحركة النقابية المناضل نوبير الاموي قبل التأسيس القانوني للنقابة سنة 1976.
وتوقف نائب الكاتب العام للمركزية في هذا الخصوص، عند محطتين وصفهما بـ”الأساسيتين”، شكلتا من منظور المكتب الوطني كما جاء في نص الكلمة “جوابا واضحا، وفتحتا آفاقا على واجهتين رئيسيتين”، اصطلح القيادي النقابي على تسمية الأولى بـ”محطة نضالية تفاوضية”، لافتا أن الادارة العامة، والمدير العام وقتئذ كريم العمراني، كان يرفض بـ”المطلق اسم النقابة بالقطاع رغم تمثيليتها”، فبالأحرى يقول العلمي أن يقبل بـ”الجلوس إلى طاولة الحوار”، مبرزا أن التعامل كان يقتصر فقط خلال هذه الفترة بالمكتب الشريف للفوسفاط على ممثلي العمال في حين، أن المناضل النقابي يقول العلمي “عاشوا كل أشكال القمع والترهيب من طرد وتنقيل تعسفي وحرمان من الحقوق المهنية”.
وضعٌ، يقول المسؤول النقابي “لم يسلم منه لا ممثلو العمال ولا مناديب السلامة”، مبرزاً، أن ادارة المكتب، لم تفتح الحوار مع النقابة إلا بعد اتخاذ المركزية بقيادة الفقيد نوبير الأموي، قرار تنظيم اضراب عام، وتفهُّم المدير العام مراد الشريف، وتدخل ادريس جطو وزير التجارة والصناعة، حيث تم التوقيع سنة 2004 على أول ميثاق للحوار الاجتماعي.
المحطة الثانية كما جاء بتفاصيلها الكاتب العام للنقابة المنتهية ولايته، كانت يقول العلمي “نضالية وتنظيمية”، وتجلت مظاهرها بعقد المؤتمر الاستثنائي سنة 1999 حيث كانت إرادة الحكومة آنذاك لما اصطلح عليه بحكومة التناوب التوافقي جعل الموقف الكونفدرالي كما أكد ذلك الفقيد الأموي في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر يقول العلمي “جعل النقابة جزءا من الأغلبية وأداة تابعة للحكومة”، مذكرا بالعبارة الشهيرة التي جاء بها المرحوم عمر الادريسي رئيس الفريق الكونفدرالي تعقيبا على التصريح الحكومي “لا الحكومة حكومة النقابة، ولا النقابة نقابة الحكومة”.
وتوقف نائب الكاتب العام للكونفدرالية، عند استراتيجية قطاع الفوسفاط على اعتبار انه يقوم بتدبير أهم ثروة وطنية، وكذا، عند العديد من التحولات المرتبطة في مضامينها عند مراجعة سياسة ونمط الانتاج والتسويق ورفع حجم الاستثمارات الصناعية التي تجاوزت يقول “120 مليار درهم لرفع الطاقة الانتاجية للفوسفاط، وتدارك التأخر الذي كان حاصلا على مستوى الأسمدة” وولوجه انسجاما مع هذا التوجه، السوق الافريقية.
وسلطت كلمة المكتب الوطني ضوء كشافاتها على استمرار الانتاج خلال الأزمة الوبائية المرتبط سياقه بتضحيات الشغيلة الفوسفاطية، وتوقفت في الآن عينه، وبرؤية تحليلية نقدية عند الضغوطات الجيو سياسية والبيئية التي يمارسها من جهة، وبشكل مكشوف خصوم وحدتنا الترابية، ومن جانب آخر، منظمات أوروبية، مسجلة، (الكلمة) التعاطي السلبي للحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام المحلي مع طبيعة الوضع وتداعياته، انطلاقا من نظرتها الضيقة لـ”هذه الثروة الوطنية” كآلية لمعالجة “اختلالات ميزانها التجاري وميزان الأداءات ومداخيل العملة الصعبة وانجاز تحويلات وتمويلات” لا علاقة لها يضيف العلمي، “بمهام قطاع الفوسفاط” البعيدة يضيف “عن ديبلوماسية الأسمدة” كما تحدث عنها وزير الفلاحة في دولة البرازيل.
وفي تناوله مضامين وأبعاد الاستحقاق التنظيمي، أبرز العلمي في كلمته باسم رفاقه في المكتب الوطني الحضور الاستثنائي للنقابة في القطاع وتصدرها كقوة نقابية أولى منذ التأسيس، التمثيلية النقابية بالقطاع، تمكنت بعد فرضها لمبدأ التفاوض الجماعي من التوقيع على 17 اتفاقا، مؤكدا في السياق ذاته، على أن المحطة التنظيمية ليوم 10 يونيو 2022 تشكل اعلانا صريحا عن انطلاق مسيرة جديدة حدد المسؤول النقابي مخرجاتها في مواصلة النضال للحفاظ على المكتسبات، والاستمرار في تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمهنية، ومجالات الصحة والسلامة والبيئة، والحفاظ على تنمية الثروة الفوسفاطية وتوزيعها توزيعا عادلا.