منعم العبوضي
اختتمت جمعية أمزيان للمسرح مشروعها “إلعب المسرح” مجال التعابير الأدبية والفنية، الذي نظمته بالناظور أيام 16/17/18 نوفمبر 2024 بالمركب السوسيو تربوي لعراصي، بشراكة مع المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومع المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب بالناظور، يضم مجموعة من الورشات المسرحية لفائدة الشباب من قبل أساتذة ومسرحيين في تخصصات مسرحية مختلفة تنظيرا وتطبيقا.
الورشة الأولى كانت يوم السبت 16 نوفمبر من تأطير الأستاذ عبد الرزاق العمري في مجال التعابير الجسدية فوق خشبة المسرح والتي تميزت بحضور نوعي لشباب من إقليمي الناظور وبركان، وقد عمد المؤطر والكوتش العمري عبد الرزاق على تقسيم الورشة زمنيا ومنهجيا إلى ثلاث لحظات حاسمة في تمثل فاعلية الجسد المسرحي، وقبل الانخراط الفعلي في اللعب فوق الخشبة، قام المؤطر باستدراج المستهدفين إلى الموضوع عن طريق العصف الذهني، وذلك بطرح بعض الإشكالات الصغرى المربطة بتمثلاتهم المسبقة حول المفهوم المزدوج للمسرح (النص/العرض.
وبعد ذلك، دعا مؤطر الورشة كافة المشاركين إلى تمثل وضعية معينة (موضوع قابل للتمسرح) يكون فيها الجسد حاضرا بكثافة على مستوى الخطاب (النص) ولكن أيضا على مستوى قابليته للتحقق فوق الخشبة، وفي أقل من ربع ساعة استطاعت المجموعة وبسند نظري من المؤطر كتابة نص حواري من سبع مقاطع تتضمن وضعيات مختلفة للجسد فوق الخشبة وذات صلة بالتيمة العامة التي أختير لها الهجرة من منظور انثوي (سبع فتيات وفتى واحد يفكرون في الهجرة على طريقة أنثوية).
وقد كان المشهد موضع تداريب دقيقة تمثل من خلالها المستهدفون معنى الأداء الجسدي فوق الخشبة، بالانتقال من الاستظهار والارتجال إلى إحكام وضعية الجسد فوق الخشبة، وضبط التحرك في مختلف زوايا ورقع الخشبة، وتغليب لغة الجسد على اللغة المنطوقة، والاشتغال الأمكن والجمالي على كل ما هو إمائي وحركي في توازي خلاق مع الاشتغال على مستويات أخرى ذات إنتاجية فنية ودرامية عالية من قبيل الصوت والنبر والتردد والتنفس والاستعانة بالمؤثرات الصوتية الطبيعية والآلية في تفجير طاقة الأداء، وإبراز مختلف الإمكانات الفنية والدرامية والجمالية للجسد فوق الخشبة.
وفي نهاية التداريب تبين للكل نجاح الفرقة في تجسيد المشهد جسديا عبر تقديم لوحة مسرحية على قدر عال من الجمال والمتعة لاسيما وأن الفرقة والمجموعة المستفيدة من الورشة كانت من مختلف المستويات الثقافية (أساتذة، طالبات جامعيات، مستشارة جماعية، تلميذات وتلاميذ بالمستويات الثانوية، ومجاز).
ومن جانبه أطر الإعلامي والممثل المسرحي محمد بومكوسي ورشة تتعلق بصناعة وبناء الشخصية في المسرح، حيث استهلها بالتعريف بمفهوم الشخصية المسرحية لوضع الإطار العام للورشة وتحديد المحاور الأساسية للشخصية بدءا من المؤلف إلى غاية بنائها وتقمصها وبالتالي تجسيدها على خشبة المسرح، بعد ذلك تطرق لأنواع الشخصية المسرحية وأبعادها، لينهي الورشة التكوينية بأهم النقط والمرتكزات التي يمكن أن يعتمدها الممثل لبناء الشخصية في المسرح.
وفي يوم الأحد 17 نوفمبر صباحا تولى الدكتور جمال الدين الخضيري أستاذ مادة المسرح بالكلية متعددة التخصصات بالناظور تقديم ورشة في دراماتورجيا النص المسرحي، مبينا في البداية مفهوم النص المسرحي، وعناصر النص المسرحي (من حكاية، وحوار، وشخصيات، وصراع، وإرشادات مسرحية) مسلطا الضوء على كل عنصر، مع التمثيل لذلك باستشهادات من نصوص مسرحية.
وانتقل بعد ذلك إلى تحولات النص المسرحي وانتقاله من حيزه الأدبي المقروء، إلى حيز العرض المسرحي، مشيرا إلى الثابت والمتغير في هذا النص، ودور كل من المؤلف والمخرج في صناعة الفرجة، وكيفية اشتغال اللغات الدرامية في العرض المسرحي.
في ختام ورشته سعى الدكتور جمال الدين الخضيري إلى تطبيق مجموعة من المفاهيم المسرحية التي تطرق إليها نظريا بشكل إجرائي من خلال محاولة تشخيص مقطع من مسرحية محمد مسكين “مهرجان المهابيل” من طرف المستفيدين من هذا التأطير، كما فسح المجال في نهاية ورشته لأسئلة واستفسارات الحاضرين وتعقيباتهم المتعددة.
وبدوره تكلف الفنان والمخرج المسرحي الطيب المعاش أمر إجراء ورشة تكوينية في إعداد الممثل، ركزت بشكل أساس على مهارة تطويع جسد الممثل، من خلال حركات وتمارين مختلفة، وكذا التدريب على التلفظ الصوتي، وتناغم الأداء حسب اختلاف المواقف والوضعيات، ليخلص في النهاية إلى اقتراح مواضيع مختلفة على المستفيدين قصد تشخيصها سواء بشكل فردي أم جماعي.
أما في اليوم الأخير من هذه الورشات، الأحد 18 نوفمبر، فقد كان موعد المستفيدين مع ورشة الرؤية الاخراجية للنص المسرحي من تأطير الفنان والكاتب المسرحي بنعيسى المستري، تلتها ورشة الارتجال المسرحي من تأطير الفنان مراد ميموني، وقد استمر مشروع “إلعب المسرح” طيلة ثلاثة أيام اختتمت بتتويج المستفيدين في نهاية التكوين من شواهد المشاركة في ورشات التكوين المسرحي.