الحوار الوطني … سبل نجاح لطريق سياسي مميز
بقلم / دكتور أشرف رشاد رئيس المركز العربي الإفريقي للدراسات البحثية والسياسية والإستراتيجية بمصر
يتطلع المصريون بشغف إلى اللحظة التي يُعلن فيها بدء الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبة «إفطار الأسرة المصرية»، قبل ثلاثة أيام من عيد الفطر المبارك، وشارك فيها عدد من رموز أحزاب سياسية غابت عن الساحة السياسية لأسباب مختلفة، ما فتح باباً عريضاً للتفاؤل.
الدعوة الرئاسية حددت هدف الحوار حول أولويات العمل الوطني في المرحلة المقبلة، في ضوء التغيرات الدولية والإقليمية وما تفرزه من ضغوط اقتصادية وأمنية متعددة، على أن تقدم التوصيات والاقتراحات التي يتفق عليها المتحاورون بدون استثناء إلى الرئيس لاتخاذ ما يلزم للتطبيق.
وبالفعل ثمة نشاط حزبي غير معهود، فضلاً على تحركات مؤسسات قومية ونقابات كبرى، ومراكز أبحاث، حيث يجتهد الجميع في إعداد تصوراتهم للقضايا التي ستُطرح في الحوار الوطني حال البدء به.
وجدت الدعوة استجابة عريضة لدى شرائح وفئات وتيارات سياسية بطول البلاد وعرضها، ومنها من يعتبر نفسه مُحاصراً أو مستبعداً من العمل السياسي، لكنه وجد في الدعوة فرصة لإحياء المجال العام ومن ثم فرصة للعمل والنشاط والاحتكاك بالمواطنين وعرض رؤى مختلفة عن تلك التي التزمت بها الحكومة منذ 2014 وإلى الآن، بيد أن بعض المعارضة ربطت قبول الدعوة من حيث المبدأ، بعدة شروط اعتبرتها لازمة لإنجاح الحوار، أبرزها المطالبة بالإفراج عن المحتجزين لأسباب تتعلق بالرأي، وهو أمر يخضع بالفعل لجهود لجنة خاصة بالعفو الرئاسي، أُعلن عنها رسمياً في «إفطار الأسرة المصرية»، ما يجعل مبدأ الشرط المسبق لإجراء الحوار الوطني تزيداً سياسياً لا أكثر ولا أقل، ولذا تم تحييده لاحقاً من قبل أصحابه.