مؤامرة نزع الفطرة من المرأةالمسلمة؟؟؟
د محمد رجب : مدير إدارة الفتوى بوزارة الأوقاف
مؤامرة نزع الفطرة إلي أين ينتهي الحال في الهجوم علي المرأةالمسلمة؟؟؟
سؤال أطرحه علي كل امرأة عاقلة، تفهم مهمتها في هذه الحياة التى نعيشها، إلي المرأة السكن، إلي المرأة التى هى منبع المحبة والعطف والحنان؟؟؟؟؟ هذه الهجمة الشرسة علي المرأة ودورها في الأمومة واخراجها من حالة الأنوثة إلي حالة الرجولة والاسترجال، والمناطحة مع الرجل، وعدم طاعة زوجها، وعدم قيامها بمهام البيت وقد قالوا: ( أن البيت هو مملكة المرأة ) وهى سلطانته والمتحكمة فيه. وإذا امتنعت الزوجة عن الغسيل و الطبيخ وتجهيز الطعام ورعاية الأولاد والاهتمام بهم، في مذاكراتهم، ومعرفة أحوالهم وتفقد حال الزوج، فماذا تفعل في البيت؟؟؟؟؟؟ وأين نحن من قول الله تعالي:{ وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ} الروم / 21{ وَمِنْ آيَاتِهِ } الدالة على رحمته وعنايته بعباده وحكمته العظيمة وعلمه المحيط، { أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } تناسبكم وتناسبونهن وتشاكلكم وتشاكلونهن { لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } بما رتب على الزواج من الأسباب الجالبة للمودة والرحمة.فحصل بالزوجة الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، فلا تجد بين أحد في الغالب مثل ما بين الزوجين من المودة والرحمة، { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء.ولو نظرنا في تاريخ أمهات المؤمنين والمؤمنات لوجدنا أمثلة قوية وواضحة علي رعاية المرأة لبيتها فعلي سبيل المثال: ماجاء عن أمِّ سلمةَ أنها جاءت بطعامٍ في صَحْفةٍ لها إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه فجاءت عائشةُ مُلتفَّةٌ بكساءٍ ومعها فِهرٌ ففلقتِ الصَّحفةَ فجمع النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بين فلقَي الصَّحفةِ وقال كلوا غارَتْ أُمُّكم مرتَينِ ثم أخذ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صحفةَ عائشةَ فبعث بها إلى أمِّ سلمةَ رضي اللهُ عنها وأعطى صحفةَ أمِّ سلمةَ لعائشةَ. شرح مشكل الآثار 8/423 ويريد النبي أن يجبر خاطر أمهات المؤمنين والمؤمنات فيقول للحاضرينَ عندَه: «غارَتْ أُمُّكُم» اعتِذارًا منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، لِئلَّا يُحمَلَ صَنيعُها على ما يُذَمُّ، بل يَجري على عادةِ الضَّرائرِ مِنَ الغَيْرةِ، فإنَّها مُرَكَّبةٌ في النَّفْسِ، بحيث لا يُقدَرُ على دَفْعِها، فلم يؤاخِذْها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على صنيعِها الذي فعلَتْه من الجانِبِ المعنويِّ، حيث إنها فعَلَت ذلك بحضرةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومعه أضيافُه؛ مُراعاةً من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِما رُكِّب في طَبعِ النِّساءِ مِنَ الغَيرةِ. ولكِنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حمَّلها ما وقع من أضرارٍ ماديَّةٍ نتيجةَ فِعْلِها؛ وذلك بأن مَنَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الخادمَ مِن الذَّهابِ لصاحِبةِ الصَّحفةِ حتَّى جِيءَ بِصَحفةٍ مِنْ عندِ الَّتي هو في بَيتِها، لتكونَ عِوَضًا عن الصَّحفةِ التي كسرَتْها، فَدَفَعَ الصَّحفةَ الصَّحيحةَ إلى الخادمِ؛ كي يُرجِعَها سليمةً لصاحِبَتِها التي أرسلَتْها، وترك صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الصَّحفةَ المكسورةَ في بَيت عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها.وما حادثة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنا ببعيدة فيروى: أنَّ فاطمةَ رضيَ اللَّهُ عنها اشتَكَتْ ما تلقَى مِن أثرِ الرَّحَى في يدِها وأتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سبيٌ فانطلقَتْ فلَم تَجِدْهُ ، ولقيتْ عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها فأخبرَتْها ، فلمَّا جاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، أخبرَتهُ عائشةُ بمجيءِ فاطمةَ رضيَ اللَّهُ عنها إليها ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وقد أخذْنا مَضاجعَنا فذَهَبنا لنقومَ ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : على مَكانِكُما فقعدَ بَينَنا ، حتَّى وجدتُ بردَ قدمَيهِ على صدري ، فقالَ : ألا أعلِّمُكُما خيرًا ممَّا سألتُما إذا أخذتُما مضاجعَكُما أن تُكَبِّرا اللَّهَ أربعًا وثلاثينَ ، وتُسبِّحاهُ ثلاثًا وثلاثينَ ، وتحمداهُ ثلاثًا وثلاثينَ ، فَهوَ خيرٌ لَكُما مِن خادمٍ } تخريج المسند لأحمد شاكر 2/264، إسناده صحيح..
ولماذا نعيب علي المرأة عملها إذا كان بيتها محتاجا للعمل، أم تترك العمل ونأتى لها بخادمة وتقوم هى بمهام البيت فتفقد صاحبة البيت مكانتها، وتتولي الخادمة المهمة كاملة، فتجهز الطعام، والملابس، والحمام، والسرير للرجل، ولا مانع في آخر الليل أن يقوم الرجل ببعض المهام مع الخادمة، عوضا له عن الزوجة التى رفضت أن تكون سيدة بيتها.!!!!؟؟؟ وعن عمل المرأة ورعاية بيتها في المقام الأول والأخير، ماجاء في حديث أسماء قولها: كنت أنقل النوى من أرض الزبير . فيقول البخارى: حدثنا محمود بن غيلان: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام قال: أخبرني أبي عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «كنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي. وهي مني على ثلثي فرسخ “.». و كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقطع الزبير أرضا من أموال بني النضير”.»
وفي رواية: «عن أسماء رضي الله عنها قالت: تزوجني الزبير وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح، وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز غربه، وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ، فجئت يوما والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: “إخ إخ ” ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته، وكان أغير الناس، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت فمضى. فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه، فأن اخ، لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم يكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني “..هذه الآيات والأحاديث التى تدل على هدى القرآن الكريم والسنة النبوية في عمل المرأة في بيتها.
فلا نسمع لكلام بعض المهاويس و المهوسات التى تنادى ببعض الأقوال و الأعمال والاغراض الخبيثة، التي تحاول تخريب البيت المسلم عامة ، وبيت المرأة خاصة…. حفظ الله بيوت المؤمنين والمؤمنات ، والمسلمين والمسلمات…. اللهم آمين…..