المواطن المقهور و السياسي الفاشل
مصطفى فاكر
إن كثيرا من السياسيين يعتقدون أن المواطن مغفل و ساذج و تنطلي عليه الحيل و المكر و الخديعة،ولا يفقه شيئا في أمور السياسة و شؤون التدبير و التسيير،بل إن أغلب السياسيين يتقنون و يتفنون في لغة الخطاب و دغدغة العواطف و زحزحة المشاعر،وهم بذلك لا يحترمون عقولنا بل يهينوننا باعتقادهم أن ما يقولون يصدقه الآخرين،و لهذا السبب فشلوا في العديد من المواضيع التي حاولوا تسويقها إعلاميا كبالونات جس النبض و الأكاذيب الإعلامية المكشوفة.
عجيب أمر السياسيين عندنا يقولون مالا يفعلون،يغدقون من الوعود و لا يوفون،يطلقون التعهدات و لا ينفذون،هم في مصالحهم و مكاسبهم غارقون،و عن مشاكل الناس و قضاياهم لاهون،يثورون ،يصرخون و يزمجرون و فجأة يهدأون و كأن شيئا لم يكن.
إنهم بارعون في التمثيل و الضحك على الذقون،إنهم لا يحترمون ذكاء المغاربة،إنهم متخصصون في التباكي و العتاب و أنهم لم تعط لهم الفرصة للتغيير والإصلاح……إنهم ينسون أو يتناسون بأن مشاكل المغرب تسببت فيها حكوماتهم و أغلبيتهم في المجالس.
للأسف إنهم يعبثون بمستقبل أولادنا و أجيال المغرب و يقولون أن هؤلاء هم من قتلوا الوطن و تسببوا في الأزمة و سرقوا الخيرات دون أن نعرف من هم بالضبط.؟كفى عبثا يا سادة،وليكن صراعكم خارج حلبة مصالحنا و مصالح وطننا،فقد طفح الكيل و لم يعد الأمر مقبولا،كفى نهبا و غدرا أيها السياسيون الفاشلون،كفى ظلما و استبدادا،فأين هي التنمية و المشاريع الإستثمارية التي تنهض بالإقتصاد و تؤمن فرص العمل للذين يتخرجون من الجامعات و الكليات؟ أين الأمن الإجتماعي و المجتمعي؟أين الرؤى و البرامج التي تعيد ثقة المواطن بوطنه و تعزز ولاءه و انتماءه بوطنه؟؟؟.
إتقوا الله يا سادة و اعملوا معا نحو بناء دولة المغرب العصرية و الحديثة،دولة اللافساد و اللاصفقات و اللامحاصصات،دولة الإنسان المعزز المكرم و المستقر في وطن التنوع و الشراكة و الإنفتاح.