آخر الأخبار

الأسرة ومدونتها

[هيئة التحرير]23 أكتوبر 2022
الأسرة ومدونتها

الأسرة ومدونتها


بقلم بوشتاوي إدريس


إن موضوع المرأة ومدونة الأسرة من المواضيع التي أسالت الكثير من الحبر في بلادنا، كيف لا وهو موضوع الساعة وكل ساعة، الذي استحوذ على تلك الأهمية المحورية في نقاشاتنا واجتماعاتنا، إن داخل الأوساط العامة أو بين المثقفين فيما بينهم بمختلف ألوانهم، أو على مستوى البحث الأكاديمي المحض وكذلك المؤسساتي.
يمكن استشفاف أهمية أوضاع المرأة ومسارها بالمغرب من خلال مختلف خطابات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي ما فتئ وفي كل المناسبات، أن يعطي من خلالها دفعة قوية لدينامية تكريس المساواة بين الرجل والمرأة وتعزيز مقاربة النوع، في الحقوق والحريات في أفق تحقيق مبدأ المناصفة بين الجنسين.
وعليه يمكن اعتبار المغرب من بين الدول المرجعية والرائدة في هذا مجال، تحت القيادة الرشيدة لجلالته نصره الله. فالخطاب الملكي للذكرى الثالثة والعشرين لعيد العرش، شكل مناسبة أخرى ذكر فيها عاهل البلاد بمكانة الأسرة تلك اللبنة الأساسية في المنظومة المجتمعية، ودعا إلى معالجة بعض مقتضيات مدونة الأسرة المعتمدة ببلادنا منذ سنة (2004). وقد شدد جلالته على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربية في كل المجالات وفي عملية التنمية.
فبالرغم من القفزة النوعية التي حققتها مدونة الأسرة، إلا أنها لم تعد تساير التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، التي يشهدها المجتمع المغربي، وهي في حاجة إلى تدخل تشريعي من أجل إعادة قراءتها وملائمتها مع كل المستجدات.
ففي خضم كل هذا وذاك، نحن مدعوون جميعا اليوم، أكثر من أي وقت آخر، إلى فتح نقاش عام وعمومي، هادئ وصريح، يتميز بالرصانة والحكمة ما بين جميع أطياف المجتمع المغربي الغني بمكوناته، مستعينين بخبرة ايجابية ووازنة في الموضوع، راكمها مجتمعنا على مر العقود.
فلا يمكن إغناء النقاش إلا من خلال التراكمات، خاصة بعد مرور 18 سنة من تطبيق مدونة الأسرة، مما سيكشف عن الاختلالات والتعثرات والنواقص التي شابتها، وسيمكن أيضا من الحصول على رؤيا وواقع واضحين، ومدى وانعكاسهما على الواقع المعيش، حتى يتسنى لنا بناء أسرة متكاملة بجميع مكوناتها من أطفال وأمهات وآباء، على أسس متينة، بعيدين عن المعاناة أو أي اختلالات بهذه الخلية الأساسية لمجتمع سوي وقوي.
واستشرافا لمستقبل واعد، علينا القطع مع ازدواجية الخطاب والعمل، الشيء الذي علينا تحاشيه لنكون صداقين مع أنفسنا قبل ان نكون كذلك مع مخاطبينا، والتحلي بالاحترام المتبادل للرأي والرأي الآخر، وبالحوار الجاد والصريح والمستمر.

الاخبار العاجلة