الفرح بالمجان للجميع
مصطفى فاكر
بتأهل منتخب أسود الأطلس للدور الثاني من إقصائيات كأس العالم قطر2022من ملعب الثمامة،عمت الفرحة كل أنحاء العالم العربي و الإسلامي تجوب الفيافي و القفار كما المدن و الدثار ،فرحة بلون الأحمر و الأخضرو في ظل الأزمات،نفرح و نعيش لحظة فرح و سعادة و لو لدقائق معدودة.
إن الذين ينتقدون و يحلو لهم أن ينغصوا علينا فرحتنا مدتها ليست طويلة هم أنفسهم يفرحون و يرفلون في الفرح ،بل تراهم يلتقطون صورا بعدسات أيفونهم ووجوههم ضاحكة مستبشرة.يحق لنا أن نعيش لحظة الفرح و السعادة و أن نسرق من همومنا و مثبطاتنا ما ينسينا شهور القحط و الغلاء و النكبات.الدنيا لا تتوقف عند موت أحد ولا تفنى بتوالي الأزمات و النكبات ،بل في عز الأزمة يعقد حفل زواج هنا و هناك ،وتقام الولائم و تضرب الطبول و ترفع الزغاريد و ترقص الأجساد.
ففي ظل سواد الليل تنبزغ تباشير الصباح و تزقزق الطيور،وفي ظل الأزمات تنجب الأسر أولادا و بناتا،و نفرح لشفاء مريض.في ظل الأزمة نوزع الهدايا على الناجحين و نشكر الفائزين و نهنئ المتفوقين،فهل نؤجل كل هذه المسرات و الأفراح إلى حين أن تنتهي الأزمة.وهل سنبقى مكتوفي الأيدي نجتر آهاتنا و نبكي ليلاناحتى تنفرج الكرب،أم سنعمل بابتسامتناعلى طردها و استبدالها بما هو خير و باستشراف غد جميل.
هل سنظل ننتقد الأزمات التي لا تنتهي ولن تنتهي لأن سنة الله في الكون هي تصريف الأيام بين فرح و قرح بين خير و شر بين عدل و جور،فالأزمات مثل الحروب ما أن يخمد أوراها في منطقة حتى تشتعل في منطقة أخرى،فالجشع و الإستغلال لا حدود له،و سيبقى التدافع سنة الكون قال الله تعالى :”ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض”.
في ظل كل الأزمات ،الشعوب تعيش حياتها،تعيش لحظات الفرح كوسيلة للإستمرار و التحدي و الصمود،فبانتصار فريقها المغربي على نظيره الكندي ربحنا وعشنا ساعة لا مثيل لها و كنا في أمس الحاجة لها،نزعنا فيها ثوب الذل و العار و لبسنا ثوب العز و الوقار.إن لفرحنا و سعادتنا وقت كما لغضبنا و احتجاجنا وقت .