كلمة رئيس الحكومة عزيز أخنوش خلال قمة الولايات المتحدة الأمريكية -افريقيا
محمد مرابط
باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
فخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛فخامة رئيس دولة السنغال، رئيس الاتحاد الإفريقي؛السيدات والسادة رؤساء الدول والحكومات؛فخامة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛أيها الحضور الكريم؛اسمحوا لي في البداية أن أشكر الولايات المتحدة الأمريكية وفخامة الرئيس، السيد جو بايدن، على حرارة الترحيب وكرم الضيافة، وعلى التنظيم المتميز لهذه القمة.كما استغل هذه المناسبة لتقديم خالص الشكر والإمتنان لأصدقائنا الأمريكيين وقادة الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة على دعمهم وتشجيعهم لمنتخبنا الوطني لكرة القدمحضرات السيدات والسادة،لقد أدركت إفريقيا أهمية الاندماج الفاعل في الاقتصاد العالمي.
ولذلك وضع قادة الدول الإفريقية سنة 2013 ما يعرف بــــ “أجندة 2063″، والتي تسمح لإفريقيا بإبراز نفسها بطريقة مندمجة ومستدامة.فهذه الاستراتيجية ترتقى إلى مستوى التحديات التي تواجه القارة. وعلى رأسها التحديات الاقتصادية، بحكم أن العالم شهد في السنوات الماضية انتشار جائحة كورونا، التي خلفت انعكاسات سلبية على مختلف الاقتصادات العالمية، وخاصة الإفريقية، زادت من حدتها الحرب في أوروبا.
لكن في مقابل ذلك هناك أمور إيجابية يجب استحضارها : فبحلول عام 2050، سيكون أكثر من نصف سكان القارة دون 25 سنة. لتشكل بذلك إفريقيا خزانا من الشباب يمثلون مصدر قوتها . . .إضافة لذلك تضع “أجندة 2063” العنصر البشري في صلب أولوياتها، عبر ضمان الكرامة لكل المواطنين. وهذا ما يمثل جوهر خارطة طريق المملكة المغربية، تنفيذا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، الرامية لتعزيز ركائز “الدولة الاجتماعية”.
حضرات السيدات والسادة،لقد أعطت بلادنا زخما للتنمية الاقتصادية، من خلال إنجاز مشاريع البنية التحتية الكبرى، مثل ميناء طنجة المتوسط، وإنشاء 1800 كيلومتر من الطرق السريعة، إضافة إلى إنشاء خط للقطار فائق السرعة يربط قطبين اقتصاديين كبيرين وهما : طنجة والدار البيضاء.ولتعزيز هذه الدينامية التنموية، اعتمد المغرب ميثاقا جديدا للاستثمار، سيعزز تنافسية وجاذبية المملكة في عدة مجالات . . .
مما سيسمح بظهور جيل جديد من الفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين المحليين والأجانب.يدخل المغرب، تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرحلة غير مسبوقة في تنميته الاقتصادية والاجتماعية لترسيخ أسس الدولة الاجتماعية، من خلال أوراش كبرى تهم على الخصوص تعميم الحماية الاجتماعية على جميع المواطنين، إضافة لمباشرة إصلاحات مهمة في قطاعي الصحة والتعليم.
وفي هذا الإطار، مكن الورش الملكي المتمثل في تعميم الحماية الاجتماعية، في ظرف سنة واحدة، من فتح باب التأمين الإجباري عن المرض لكافة الأسر المغربية. كما يسمح بتعميم التعويضات العائلية، وتوسيع نطاق المستفيدين من المعاشات، والتعويض عن فقدان الشغل.
حضرات السيدات والسادة،للمغرب قناعة راسخة، تتمثل في أن تحقيق التنمية الاقتصادية يجب أن يكون رهينا باحترام البيئة. وفي ظل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، وضع المغرب نفسه في موقع رائد في مجال الطاقات الخضراء منذ أكثر من 15 عاما.
واليوم، استطاعت بلادنا توفير 37٪ من احتياجاتها من الطاقات الخضراء، ونهدف للوصول إلى 52٪ بحلول عام 2030، كما نسعى لتعزيز هذا الطموح، من خلال الانفتاح على مصادر أخرى من الطاقات الخضراء الجديدة، على غرار الهيدروجين الأخضر.إن هذه الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية، هي إنجازات لكل القارة الإفريقية …
ولذلك نضع كل تجاربنا لفائدة تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية بين قارتنا والولايات المتحدة الأمريكية.وفي ختام مداخلتي، أجدد التأكيد على أن الولايات المتحدة الأمريكية شريك مميز لإفريقيا.
وفي هذا الإطار وضعت المملكة المغربية التعاون الثلاثي في صلب العمل المشترك مع أمريكا وأفريقيا، انطلاقا من الاقتناع الراسخ لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بأن أواصر الثقة والتعاون يجب أن تستثمر في تعزيز الشراكة الشاملة والمندمجة، التي تنعكس إيجابا على اقتصاداتنا وشعوبنا.شكرا لكم