تفوق التفاهة على العقول النيرة
بقلم:عزيز بيدن
عشنا ورأينا التفاهة في أسمى تجلياتها وذلك حينما أصبح المطرب الشعبي محاطا بحراس الأمن الخاص ومواقع التفاهة تترصد خطواته من أمام بيته وفي الشارع وفي كل مكان يرتاده، وقد يحدث شجار بين هذه المواقع من أجل أخذ تصريح من هذا الفنان أو من فنانة قامت بعملية تجميل أو انفصلت عن زوجها أو وضعت مولودا،بينما قنواتنا التلفزية تفوقت بشكل كبيرفب تشجيع برامج تافهة ورصدت لها الملايين من الدراهم ٫أما المتتبعون لهذه التفاهات فيعد بالملايين،بينما الفقهاء الأجلاء والعلماء المبتكرون والشباب الطموح الذي رفع راية المغرب في المحافل الدولية كحفظة القرٱن الكريم والمتفوقين في أولمبياد الرياضيات بإفريقيا والعالم العربي فلا أحد يهتم بهم باستثناء بعض المواقع الجادة هي التي سلطت الضوء عليهم للتعريف بهم أو أخذ تصريح منهم أما الإعجاب بهم فلا يتعدى عدد أصابع اليد،وهذا الأمر يحدث كذلك مع المواضيع الجادة والهادفة سواء سياسية أو اقتصادية كالتي تحارب غلاء الأسعار أو تتكلم حول سوء تدبير بعض القطاعات كالتعليم والصحة والشغل والبنية التحتية، ومعاناة الطبقات الهشة التي تشكو تدني المعيشة، إضافة الى الحالة المزرية التي يعيش فيها سكان الجبال والقرى المغربية.كل هذا يبين بالملموس أننا نعيش زمن الرذاءة والتفاهة.
