موسم الحرث:تراجع المساحات المحروثة بسبب غلاء اسعار المحروقات واثمنة الحبوب والاسمدة
الشارع نيوز/حليمة انفينيف اللوزي
مع حلول فصل الخريف تبدا الحركة تدب في العالم القروي من خلال تقليب الأرض وتسميدها إستعدادا لموسم الحرث،لكن هذه الاستعدادات بدأت في تراجع بسبب ارتفاع اسعار المحروقات مما ينعكس على ارتفاع تكلفة حرث الهكتار من طرف أصحاب الجرارات ولكل واحد من الطرفين له أسبابه ودوافعه،وبما أن الفلاحة بالمغرب تعتبر أحد ركائز الإقتصاد المغربي فلا بأس إن قامت الوزارة الوصية بإجراءات إستثنائية لصالح الفلاحين الصغار منهم قبل الكبار_ أو من يدخلون في خانة الاستثمار الفلاحي_لأن الفلاح الصغير يقتصر إنتاج أرضه على معيشته اليومية وبيع المتبقي منه بالسوق المحلية ،وبالتالي سيوفر على الدولة تكلفة إستيراد الحبوب وتسعيرها بأثمنة المنخفض منها يفوق القدرة الشرائية للمواطن المغربي الضعيف،على عكس الفلاح الذي يصنف كمستثمر في المجال وجل إنتاجاته الفلاحية موجهة للسوق الخارجي،وعلى سبيل هذه الإجراءات خفض تكلفة المحروقات لأصحاب الألات الفلاحية واسعار الأسمدة والبذور المختارة التي أصبح” أصحاب الشكارة”يقومون بإحتكارها وإعادة بيعها بأثمنة خيالية مما يحتم على الفلاح التراجع عن حرث ارضه وتركها جرداء هذا إذا لم يقم ببيعها والانتقال إلى المدن القريبة منه وبالتالي البدء والخوض في إشكال لا متناهي الحدود وهو الهجرة القروية نحو المدن.
إن تراجع نسبة حرث الأراضي الصالحة للزراعة بالمغرب قد يصبح على المدى القريب مشكلا يهدد الساكنة المغربية بالجوع لأن الحبوب هي مصدر قوت المغاربة بشكل يومي من خلال مادة الخبز التي لا يستطيع أي مغربي الاستغناء عنها مهما كانت الظروف.
إذ نلاحظ ان مناطق وجهات مغربية كانت تحقق أرقاما قياسية في انتاج الحبوب تعرف تراجعا على مستوى الانتاج وعلى سبيل المثال منطقة الشاوية والتي تعتبر خزان المغرب من الحبوب والانتاج الفلاحي عامة قد عرفت انخفاضا على مستوى الانتاج مما أصبح يكلف الدولة ميزانية جد مهمة من أجل إستيراد الحبوب وتلبية الطلب الداخلي للمغرب من هذه المادة الحيوية للمواطن المغربي.
ولهذا فلا يجب التغافل على هذه الإشكالية وأخذها بعين الاعتبار لأن المواطن المغربي قد يستغني عن الخضر والفواكه إن كان ثمنها غاليا لكن لا يستطيع الاستغناء عن كسرة خبز ترافق كأس شاء من أجل ردع جوعا قاتل.