محمد كرومي
ظاهرة انتشار الطلاق الصامت أصبحت حاضرة بقوة في مجتمعنا المغربي والطلاق الصامت او الانفصال الزوجي الصامت يعني حالة نفسية يشعر فيها أحد الزوجين أو كليهما بمشاعر سلبية تجاه الطرف الآخر، فكل طرف يختار حياة مستقلة ويظل كل طرف في عزلة مما يتسبب في تفاقم المشاكل والصراعات الزوجية حيث تتحول الحياة الزوجية الى قطيعة و جحيم يومي وتعاسة بلا حدود في ظل النفور بين الزوجين وكراهية الزوجين حيث تتولد مشاعر سلبية تساهم في تفاقم المشكل وتأجيج الصراعات داخل بيت الزوجية مما يؤدي إلى عدم إمكانية التواصل العقلي والنفسي والجسدي بينهما في ظل انعدام التواصل والتفاعل الاجتماعي،وعدم الاحساس بالاخر في ظل علاقة باردة في غياب التفاعل وعدم الاحساس و الانسجام العاطفي مما يؤدي الى فشل العلاقة الزوجية وينفرد كل منهما بحياة عقلية ونفسية واجتماعية خاصة، فيستمر الزواج شكلا، وينتهي مضمونا حيث يعتقد الناس ان هناك انسجاما في العلاقة الزوجية لكن الواقع بخفي حقيقة اخرى لا تعلمها الا الزوجين ظاهرة الانفصال او الطلاقة الصامت أو الانفصال العاطفي بين الأزواج واقع موجود في مجتمعنا في حالات عديدة ومن بين اسبابها استعمال الهاتف الذكي من طرف الزوجين وتصفح العالم الازرق وتاثير العالم الافتراضي خصوصا على الزوجة حيث تبني احلاما وردية سرعان من تنكسر على أرض الواقع ، وعلى الرغم من درجة خطورته على الحياة الأسرية والمجتمعية وعلى الأبناء إلاّ أنه ظل ضمن المواضيع المسكوت عنها،لكنها ظواهر نعيشها نتألم منها ولكن لا نبوح بها، تبقى سرا من الاسرار التي لا يعلمنا.
الا الشريكين عقد الزواج يبقي سارياً بين الزوجين ولكن كلاً منهما يعيش بمعزل عن الآخر، ويغيش حياة اخرى مستقلة في غياب التناغم العاطفي والجنسي رغم وجود الشريكين داخل بيت واحد وقد لا يجتمعان إلا في المناسبات الاجتماعية أو الرسمية خوفاً من لقب مطلق أو مطلقة خاصة إذا كان هناك أولاد.
فتكون النتيجة حالة من الطلاق الخفي التي تستمر فيها العلاقة الزوجيَّة أمام الناس فقط، لكنَّها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين.
الطلاق الصامت هو نهاية غير رسمية للعلاقة الزوجية، فلا يوجد تواصل بين الزوجين ولا كلام ولا وعلاقة زوجية والتي تزيد من المودة وتقرِّب القلوب. يُصبِح هناك تلبُّدٌ في المشاعر؛ لدرجة أنّه في بعض الحالات تنعدم الغيرة لدى أحد الطرفين أو كلاهما وكل زوج يبحث عن عيوب الاخر حيث يغيب الاحترام وتصبح الكراهية والانتقام مما يهدد مستقبل العلاقات الزوجية التي تستمر في الخفاء.الطلاق الصامت يتجلى في غياب رؤية حقيقية بين الزوجين حيث بغيب الحوار والتواصل بنهما ويظل الزوجان يمارسان علاقتهما في العلن و إخفاء تلك القطيعة خارج البيت، بالمقابل ان العلاقة الزوجيَّة تستمر بشكل صامت كما ان احد الزوجين يستمر في علاقته وذلك خوفاً من لقب مُطلِّق أو مطلَّقة، وخصوصاً لقب مُطلَّقة للزوجة؛ ولتجنّب نظرة مجتمعنا القاصِرة للمطلَّقات.
وهذه الحالة قد لا يعرف عنها أحدٌ خارج الزوجين، فأمام العائلة والأصدقاء؛ يكونان وكأنهما أكثر حبيبين، ولكن في خلوتهما؛ يخلعان قناع العائلة ويعودان إلى وجه الفراق الفراق.