بحسب ما تسرب من تقرير يتكون من 214 صفحة رفعته المخابرات الإسبانية مؤخرا لرئيس الحكومة بيدرو سانشيز، فالعقل الأمني للجارة الإيبيرية متوجس كثيرا من التقارب المغربي الإسرائيلي، ومما جاء في التقرير الذي يحمل عنوان: “سحابة حمراء فوق مدريد”:
” إضافة إلى التعاون في التخطيط العملياتي والبحث والتطوير التكنولوجي العسكري، كما أن التعاون المغربي-الإسرائيلي سيشمل بناء قاعدة عسكرية بالقرب من حدودنا الوطنية، ومشروع القاعدة العسكرية يفوق بكثير أهداف اتفاقية أبراهام والتي يعد المغرب عضوا فيها، كما توصلنا بمعلومات استخباراتية مفادها أن التعاون بين المغرب وإسرائيل قد يتجاوز الأمن والدفاع ليصل إلى اتفاق استخباراتي، وستعمل إسرائيل على تطوير صناعة محلية لإنتاج طائرات بدون طيار وهو ما من شأنه تعزير القدرات الجوية المغربية، كما سيمكن للإسرائيليين من إنتاج طائرات بدون طيار بكميات كبيرة وبثمن أقل في المغرب، ما سيسمح لهم بالتموقع جيدا في أسواق التصدير”.
وهناك خطر في الجنوب كما في الشمال، فالسلطات المغربية منحت تصريحا بالتنقيب عن النفط في ساحل طرفاية لشركة قطرية بالقرب من مياه الكناري، والحكومة المحلية هناك منزعجة كثيرا من هذا التطور وتطالب من مدريد التدخل العاجل.
لأن العثور على النفط أو الغاز سيكون كارثيا على البيئة هناك، كما أن الرباط منحت تراخيص أيضا لشركة إسرائيلية للتنقيب عن النفط والغاز في مياه الصحراء بالداخلة وهي مياه تعد تابعة لإقليمنا هناك بجزر الكناري.
هذا وإذا رجعنا لحدودنا الشمالية مع المغرب فهناك مستجد جد خطير أقدمت عليه الرباط، وهو لا يجب السكوت عليه مهما كانت التحديات. ويتعلق بإقدام السلطات المغربية في بناء مزرعة لتربية الأسماك بجوار المياه الإقليمية للجزر الجعفرية.
ولقد اتصلنا بأصدقائنا من المخابرات الأوروبية، لكن لم نجد ردة فعل ساخنة من التحركات المغربية، والكل يخاف من ردة فعل الرباط، أما في واشنطن فاللوبي المغربي- اليهودي قد أغلق في وجهنا العديد من الأبواب، وأمريكا غير مستعدة لإعطاء دروسا توجيهية للرباط.
بل أصبح المغرب طفلها المذلل في شمال إفريقيا والرباط أصبحت تزعجنا بشروطها وغير متحمسة بفتح حدود سبتة ومليلية، بل تجاوزت حدود اللباقة السياسية معنا.
وبدأت تطالب بأمور تدخل في شؤوننا الداخلية كتسوية أوضاع المغاربة الذين يشتغلون في سبتة ومليلية، كما أن النشاط الاستخباراتي المغربي في المدينتين أصبح يفوق كل التصور، والإسبانيين من أصول مغربية أصبحوا يمثلون قنبلة موقوتة بالنسبة لنا، قد تحركها الرباط في أي لحظة وحين.
وبالنسبة لترسيم الحدود البحرية فالسلطات المغربية متكاسلة في بحث الأمر معنا. ودائما تماطل بحجج غير مقنعة لكي لا تجلس في طاولة المفاوضات لحل الأمر. وموقفها الجيوسياسي القوي زادها تعنتا، وصارت غير مبالية”.