آخر الأخبار

” وظلم ذوي القربى اشد مضاضة.. “

29 أغسطس 2022
” وظلم ذوي القربى اشد مضاضة.. “

” وظلم ذوي القربى اشد مضاضة.. “

بقلم الأستاذ/ الكاتب الحسن لحويدك ، رئيس جمعية الوحدة الترابية بجهة الداخلة وادي الذهب

تتوالى ردود الافعال الواسعة المنددة دوليا ، ووطنيا ، على المستويين المغربي والتونسي ، مستنكرة بشدة المواقف الجائرة التي ما فتئ يقدم عليها الرئيس التونسي قيس سعيد، بتماديه ، غير المحسوب العواقب الوخيمة ، في استفزاز متهور شنيع للمغرب ، الذي حرص دائما ، ملكا وحكومة و شعبا ، ان يكون في خدمة بلد ثورة الياسمين ، التي ، للاسف المرير لم يكن الرئيس الديكتاتوري، كما ينعته الاخوة التونسيون الاشقاء ،في عملياته السياسية الانتحارية ، وفيا لروحها المجيدة.. .

وهذه المرة بشكل رسمي ، استقبل زعيم الكيان الانفصالي “بوليساريو” اثناء القمة الثامنة لمنتدى التعاون الياباني الإفريقي (تيكاد8)، في تونس العاصمة.وقد أثارت هذه الخطوة العدائية استياء عميقا في اوساط مختلف الفعاليات ، لاسيما المغربية والتونسية منها ، على حد سواء ، معتبرة أياها تصرفا لا مسؤولا ، اعتبارا للمواقف التاريخية ، والعلاقات الاخوية التي جمعت على الدوام الشعبين الشقيقين ، تشهد للمغرب وقوفه التضامني الرسمي وغير الرسمي إلى جانب تونس في مختلف ظروفه العصيبة .

كلنا نتذكر في عز ازمة الإرهاب المتكررة التي ضربت تونس ، ان جلالة الملك محمد السادس قام بزيارة لها ، واخذ يتجول في شوارعها ويتبادل التحية مع شعبها بدون برتوكول امني ، وهي إشارات ودلالات تجسد ، في عمقها و ابعادها ، تبعث للعالم اجمع برسالة صريحة وواضحة على ان تونس مستقرة وآمنة ، رغم كيد الكائدين الإرهابيين ، الذين أرادوا من هجماتهم تدمير القطاعين الاقتصادي والسياحي وزعزعة امن واستقرار تونس الخضراء .

و المغفور له الملك الحسن الثاني ، رحمه الله ، في ندوة صحفية ، سئل ، ذات مرة ، عن مصير تونس في ظل الازمات السياسية التي تعاني منها ، فكان جوابه : ” لايمكن لتونس ان تنهار لان شعبها مثقف ومتماسك.. وسندافع عنها عسكريا إذا تعرضت لاعتداء ” .و كلنا نتذكر انه في الظروف العصيبة لمحنة جائحة كورونا ، اقدم المغرب على إرسال مساعدات طبية عاجلة لتونس إثر تدهور الوضع الوبائي بها جرّاء ارتفاع حالات العدوى والوفيات المرتبطة بفيروس كورونا الذي ضرب بلد تونس بشراسة.لذلك ، وقع الصدمة كان شديدا ، والدهشة كبيرة ، والغدر مبينا. موقف أقل ما يمكن وصفه ، انه تصرف طائش ومتهور بل عدائي، انبنى على مراهقة سياسية تدميرية لكل سبل الوحدة المغاربية المنشودة .فحري ، برئيس تونس ، ان يكون متيقنا ان هذا التصرف المحبوك المدسوس ، لن يكون له أي تأثير ، اعتبارا لمساندة ودعم المنتظم الدولي المتواصل لصالح مشروعية المغرب في صحرائه ، و الشعب التونسي الشقيق هو الاخر مساند للشعب المغربي الشقيق ايمانا صادقا منه بمشروعية قضيتنا العادلة .

و الاكيد ، ان هذا السلوك الارعن ، الذي فتحت شهية فعله اطراف مكشوفة ، تحت اغراءات معروفة ، لن يحرك قيد انملة في رص صفوفنا للدود عن حياض ثوابت الأمة المغربية ووحدتها الترابية والوطنية ، مسترخصين النفس والنفيس، مجندين وراء ضامن وحدتنا و استقرارنا و صانع امجادنا و نهضتنا ، عاهلنا المفدى ، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ، نظرا لإيماننا القوي الراسخ ، بان قضية الصحراء المغربية بالنسبة للمغاربة قاطبة ، هي مسألة وجود وليست حدود ، ان نكون اولا نكون ، عكس الطرف الآخر المعادي ، الذي لا تعدو ان تكون قضية نظام فقط ، بدون سند شعبي ، من اجل التغطية على المشاكل الحقيقية الداخلية ، التي للأسف الشديد ، يعانيها الشعبان الشقيقان الجزائري والتونسي .

ومن هذا المنطلق ، ينبغي دعوة كل الضمائر العالمية الحية بصفة عامة ، والشعبين التونسي والمغربي ، على وجه الخصوص ، في سياق ما يجمعهما من آواصر الاخوة المتينة والرصيد المتنوع المشترك ، لرفض و شجب و استنكار هذا السلوك المتهور الذي يهدد السلم الإقليمي والقاري والدولي.

كفانا من خبث صب الزيت على النار ، لاغراض دنيئة ، تنتج عنها نزاعات وبؤر التوتر التي تعرفها العديد من مناطق العالم .. كفانا من أية مغامرة محفوفة بالمخاطر وغير محسوبة العواقب ، كتلك التي اقدم عليها الرئيس التونسي الحالي ، الذي اضحى مفروضا على شعبه بطريقة دكتاتورية .

الاخبار العاجلة