آخر الأخبار

التنمية المجالية

التنمية المجالية

التنمية المجالية

شارع نيوز : بوشتاوي إدريس

في السبعينات من القرن الماضي، تصدر على الصعيد الوطني مفهوم التنمية المحلية كرافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحليين، تلاه مجموعة من المقاربات الاستراتيجية والمخططات التي تصب في نفس السياق، كان آخرها المقاربة المجالية.

فعلا من أهداف التنمية المجالية تطوير الوسطين القروي والحضري على حد سواء، وذلك بإدخال مجموعة مستجدات من التقنيات والسلوكيات الحديثة، وبتزويدهما بالخدمات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والبيئية، للرفع من مستوى عيش الساكنة بكل فئاتها ومكوناتها، بإدماج الانشطة الهامشية في النسيج والاقتصادي والاجتماعي الوطني وبذلك المشاركة في التنمية البشرية.

لا يمكن الحديث عن التنمية إلا إذا كان الإنسان هو محورها ووجهتها التي تدور حولها مختلف المخططات الهادفة للرقي بمستوى عيشه وتلبية مطالبه وحاجاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.

يشكل الرسمال البشري وسيلة وغاية للتنمية في نفس الوقت، لأنه هو العمود الفقري للنمو وتطور الاقتصاد في شتى مجالاته من أجل حياة كريمة ومستقرة داخل محيط معين في جهة معينة (جبلية، وساحلية، وواحية وجافة، وزراعية،………)، وليس فقط كوسيلة إنتاج بواسطة سواعده.

وعلى هذا الأساس، وجب على جميع المتداخلين في هذا الشأن، مثل المجتمع المدني أن ينخرط تماتا في نشر ودعم وعي الساكنة بأهميتهم كعنصر محوري في إنجاح أي مشروع كان، وبالتالي تحقيق التنمية البشرية واستشراف مستقبل متفاءل بنظرة أمل في غد زاهر ومزدهر، يبدع فيه الكل، كل واحد في مجاله حسب نوعية كفاءاته وتخصصاته، فالفرد في محيطه هو المحرك الرئيس لكل تنمية.

فمن أبرز معيقات التنمية هي محو الامية ونشر المعرفة لفائدة الموارد البشري في مجملها، ولحاملي المشاريع خصوصا، لتمكينهم من توفر على مقومات النجاح، فليست العبرة بكثرة المشاريع في أغلبيها فاشلة، بل العبرة بالمشاريع الناجحة ولو لقلة عددها.

قال آلبييرت آيشتاين ما معناه أنه من لا معقول الإصرار والاستمرار في نفس الأخطاء والتطلع وانتظار تحقيق نتائج جيدة، أي ان نفس الأخطاء ستؤدي حتما لنفس النتائج الفاشلة. كما قال كذلك الخيال أكثر أهمية من المعرفة.

ليس العيب أن نفشل مرة أو مرتين أو حتى ثلاثة مرات، بل العيب كل العيب أن نستمر ونتمادى فيه، وألا نستفيد من أخطاءنا وأخطاء غيرنا، ونقوم بدراستها باستحضار تجارب الآخر، والتمحيص فيها بكل تجرد وموضوعية، بغية كشف مكامن الخلل وتحاشيها في إطار تنافسية شريفة وهادفة، متحلين بروح التكامل وتشارك الخبرات بعيدين عن خطيئة الانانية وما يترتب عنها من عواقب وخيمة، في جو من الوعي والذكاء الجماعيين، ومن حسن النية ونكران الذات، لأن هدفنا جميعا هدف واحد، وكلنا شركاء في تحقيقه بواسطة مقاربة تشاركية مجالية، كل حسب موقعه، وباستخدام مخيلتنا الخصبة من اجل تحقيق ذلك. لأن النجاح يأتي من الفضول والتركيز والمثابرة والنقد الذاتي كما قال آيشتاين.

الاخبار العاجلة