في خطوة تروم بث نيران الفتنة وتأجيج الأوضاع الداخلية، دخلت المخابرات الجزائرية على الخط في قضية “جواز التلقيح” الذي اشترطته السلطات المغربية من أجل ولوج الفضاءات العامة والخاصة، حيث قامت المخابرات الجزائرية بتجييش ذبابها الإلكتروني، عبر حسابات مزيفة، هدفها تحريض المغاربة على الخروج إلى الشارع في عدد من المدن المغربية، ودفعهم نحو تنظيم وقفات ضد فرض جواز التلقيح.
والملاحظ أن جل دعوات الاحتجاج كانت في البداية “عفوية”، دعا إليها جمعويون بمعية مواطنين بلا انتماء، لكن هذه الدعوات سرعان ما تغيرت لهجتها وشعاراتها، بعد أن تم اختراق العديد من المجموعات والصفحات على الفيسبوك، من قبل الذباب الإلكتروني الجزائري، حيث تم تجنيد المئات من الحسابات المزيفة، التي انخرطت بقوة في حملة عدائية، هدفها تحريض المغاربة على الخروج للاحتجاج ضد “جواز التلقيح”، مستعملة شعارات ضد النظام.
المثير في الموضوع أن بعض المنشورات ذهبت حد وصف القوات العمومية بجنود “فرعون”، فيما شبهت وزير الصحة بـ”أرييل شارون” ، واعتبرت أن عملية تطعيم المواطنين بلقاح مضاد لفيروس كورونا، “مؤامرة يهودية ماسونية”، وقد افتضح أمر هذه الحملة المغردة التي تقودها المخابرات الجزائرية، بعد أن تعرضت إحدى المجموعات الفيسبوكية المناهضة لـ”التلقيح”، والتي تضم نحو 127 ألف عضوا -تعرضت- للاختراق في الساعات الأخيرة من طرف مئات الحسابات المزيفة، التي تم إنشاؤها مؤخرا، ومعظمها من الجزائريين، تسعى بكل الطرق نحو تأليب المغاربة ضد “النظام”.
وبحسب بما صرح به أحد المختصين في الذكاء الصناعي لـ”مغرب أنتليجونس”، فقد لوحظ نشاط مفرط على الشبكات الاجتماعية المغربية من جانب عشرات الصفحات ومئات الحسابات الجزائرية، مشيرا إلى أن: “التسلل إلى الحركات الاجتماعية الناشئة على الشبكة بات أمر طبيعي”
وفي المقابل، لاحظ متابعون للشبكات الاجتماعية أن عددا من “أدمينات” مجموعة فيسبوكية مناهضة لـ”التلقيح”، يسمحون بنشر منشورات متطرفة تدعو إلى التمرد على النظام، في وقت يحجبون كل المنشورات التي تدعو إلى التعقل والتصدي لدعوات التمرد.