التنسيقية الدولية للإعلام وتكنولوجيات المعلومات تعقد ندوة “نحو ترافع إعلامي نزيه أمام الرأي العام ”
يتشكل الرأي العام من مواقف وآراء جماعية عامة وخاصة، حول فكرة أو وضع أو حدث ما هذا الرأي العام بهذا المفهوم والمعنى هو الذي يشكل السياسات العامة وتبنى عليه الاستراتيجيات، لكون الرأي العام قوة اقتراحية وتفاوضية وترافعية له خدمة اجتماعية جماعية مشتركة أو بالأحرى عليها أن تقوم بهذا الدور، وأن تقيس أكبر عدد ممكن؛ وهو بهذا المعنى فالرأي العام ليس واحدا بل متعددا ويصنع نفسه ولا يصنع كما يشار إلى ذلك مع العلم أن بعض الإيديولوجيات تود صناعة الرأي العام لأهداف خاصة، وتسخر لذلك ترسانتها، بهذا المنظور والميلاد يصبح الرأي العام مقياسا وملجأ ومرجعية تبنى من خلاله الخطط الاستراتيجية القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى ولهذا السبب تتخده مراكز الدراسات والأبحاث مدخلا أساسيا لاستشراف المستقبل عبر معطيات الماضي والحاضر تشخيصا وأرقاما ودلالات وإشارات.
هذا الرأي العام هو الذي يهمنا هنا في هذا اللقاء وفي مقارباتنا الاجتماعية والجماعية والتخطيطية تم التدبيرية والتسييرية التي نأملها، ومن مدخلها نعتبر المال العام بنك جماعي وكلنا معنيون به ومنخرطون ومساهمون فيه لكون المال العام، بنك لكل الوطن يجمع الموروث المشترك الذي يخص كل المجتمع سيما وأن هذا المال العام هو إسهام لكل ومن كل المواطنين بشكل مباشر وغير مباشر، ومن هذا المدخل يأتي دور ومهمة الترسانة والمؤسسات المالية وبناء عليه تحدد الميزانية عبر مرافق المؤسسات التشريعية والمؤسسات المعنية، الأمر الذي استحدثت من أجله مؤسسات مختلفة عمومية وخاصة لغاية رصده وتتبعه وصرفه بديمقراطية وشفافية واستحقاق، وخلقت لهذا الأمر مؤسسات أخرى خاصة وعامة ومجتمعية لحمايته وتتبع مساطر صرفه وبناء على هذه الترسانة والأحقية والشرعية والمكانة خلقت لهذا المال العام هيئات ومنظمات وطنية ودولية وغيرها، نحو الحكامة الجيدة.
بناء على هذه المعطيات هناك الكثير من التنظيمات التي تقوم بالرقابة والرصد بأشكال مختلفة ومن وجهات نظر وتفاعل مختلفين كذلك، مستندة على التشريعات والقوانين؛ لذا فزاوية علاقتنا بالمال العام في التنسيقية الدولية للإعلام وتكنولوجيات المعلومات التابعة للهيئة الوطنية لحماية المال العام والشفافية بالمغرب، مركزة في الهدف والسؤال والاستفسار والترافع المركزي الذي يخص صرف ميزانية محددة ومعلومة وبأرقام كبرى وهامة على الإعلام الوطني المطالب بخدمة اجتماعية وعامة، والمطالب كذلك بشفافية التواصل مع الرأي العام، فيما يخصه ويعنيه… وعليه نطرح معكم الأسئلة والإشكاليات التالية:
من حق الرأي العام عموما أن يعرف مسارات صرف هذه الميزانية على الإعلام؟ كيف ذلك ولماذا ولصالح من؟
ممارسي الإعلام والصحافة، مهمتهم التواصل مع الرأي العام في شتى المواضيع، يطالبون ومطالبون أو من حقهم معرفة مسارات صرف هذه الميزانية من المال العام على الإعلام، (من ومتى وأين وماذا ولماذا وكيف).
مطلب الشفافية يحتم علينا، فتح هذا الملف نحو التدبير الجيد والحكامة الجيدة..
للفاعلين في المجال والمشتغلين فيه، رؤى وتصورات، علينا أن نستمع إليهم وأن نستشيرهم، فهل تم ذلك أم لا؟ كيف نترافع في هذا الشأن؟ وكيف نوحد الكلمة ؟ من أجل هذا الرصد والتمحيص والتفاعل نعد هذه الندوة الصحفية الترافعية، لمناقشة المال العام وعلاقته بالإعلام ومسارات صرفه المتعددة والمختلفة نحو شفافية واضحة، عبر ونحو ترافع إعلامي نزيه أمام الرأي العام.