ستراتيجية تواصل
شارع نيوز: بوشتاوي إدريس
“لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” صدق الله العظيم”
قال وليام شكسبير “لا يكفي الكلام، لكن التحدث بصواب “
Il ne suffit pas de parler, il faut parler juste ”
في إطار علاقاتنا اليومية مع بعضنا البعض او هيأت او إدارات الى غير ذلك، من يثقن الحديث والتحدث متبعا في ذلك أسلوبا تواصليا استراتيجية سليما وسلسا ولبقا، يحصل على ما يصبو إليه بسهولة ويحظى بكثير من العلاقات وبتقدير واحترام الآخر له حتى لو اختلفا في الامر، على حد قول العرب “الخلاف لا يفقد للود قضية”، لأن الخلاف يدبر بالعقل وليس بالفوضى.
فما أحوجنا الى الابتعاد عن العنف المجاني والغلو في المشادات التافهة في علاقتنا أينما حللنا وارتلنا. نعم لا ريب أن من يثقن التحدث يميزه عن غيره ويساعده ذلك في تحقيق أهدافه ومآربه، لأنه يعرف ويذرك ما ينبغي قوله، وذلك في الوقت المناسب وبالتعبير والصيغة المناسبتين، آخذا بعين الاعتبار طبيعة المتلقي أي المخاطب. إضافة الى تحليه بصفات حميدة وايجابية كالصدق والتواضع واحترام الأخر واللين على سبيل المثال لا الحصر، مبتعدا عن الغضب والكلام الجارح واساليب السب والقدح والتشهير.
التواصل يمكن تعريفه بوجود رغبة طرفين في ذلك، يكون أحدهما مرسلاً يبلغ ويتعامل بلين ويخاطب بألفاظ حسنة ولبقة، …… الخ، والآخر مستقبلا يتمتع بالاستماع الجيد، ويحسن الاستقبال ويبتعد عن مقاطعة كلام المتحدث. يتفاعلان إيجابيا من خلال الحواس والكلام والأصوات والإصغاء والحركات، ….. الخ، داخل محيط خال من المشوشات كيف ما نوعها، كالضوضاء ومشاعر سلبية تجاه الآخر ….. الخ، والتي من شأنها أن تمنع التواصل بشكل صحيح، وقد تصفر على نتائج عكسية.
وللتواصل دوافع كثيرة ومختلفة، نخص منها بالذكر، رغبة الانسان ككائن اجتماعي في الانفتاح والتعايش والتواصل مع غيره المتواجد بمحيطه الإقليمي والوطني والكوني. الا أنه يمكننا أن نواجه أثناء تواصلنا مع بعضنا البعض، حواجزا من شأنها أن تفسد أو توقف هذا التواصل. والتي يمكن أن نصنفها الى عوائق نفسية واخرى سلوكية.
فالعوائق النفسية هي عبارة عن مشاعر وأفكار سلبية رافضة لأي تواصل ايجابي، وهي اما ستعيق الإرسال كالتكبر، والغرور وسوء الظن بالآخرين. واما ستعيق الاستجابة في التواصل كالتعالي والجحود، والنظر للآخرين بنظرة سلبية.
اما العوائق السلوكية فهي صفات وتصرفات سلبية، وهي اما ستعيق التبليغ، كالغضب والانفعال، والتعامل مع الآخرين بعنف. واما ستعيق التلقي كالتعامل مع الآخر بالاستهزاء تجاهله.
عموما فلكل واحد منا استراتيجيته ومنهاجيته في التواصل التي يجب أن تراعي فقط ما سبق، لأن مجال التواصل يحظى يوما بعد يوم بالمزيد من الاهتمام من لدن شعوب العالم، فهو ملاذنا الوحيد لبناء علاقاتنا العامة على أسس سليمة وإيجابية، وأن يكون لنا توجه للحلول لا توجه للمشاكل التي يجب علينا كلنا الابتعاد عنها.