بركة المبارك اية الله تبون
الشارع نيوز: عبداللطيف بنشيخ
حينما تمرغت السمعة العسكرية لروسيا في بركة اوكرانيا بسبب حرب استمرت لسنة ونصف من المواجهات دون تحقيق سقوط حكومة زيلينسكي وغزو كييف، الذي اعتبره بوتين مسألة ايام.
دامت هذه الايام اسابيع وشهور استعان فيها بوتين بطائرات ايران المسيرة، وتدخلات لوجستيكية وتجارية مع الصين، وتنسيق ميداني مع قوى عسكرية عبارة عن عصابة مقننة في اطار شركة تسفك الدماء، وقبل فاغنر كان قد استعان بجماعة المصلين من مسلمي الشيشان..وجرب مجموعة من الوصفات الشيوعية، والإسلامية السنية، والاسلامية الشيعية، والعصابة المنظمة، موازاة مع الصواريخ البليستية والطائرات المسيرة والدبابات..وكانت التكتيكات تتغير بتغير المتدخلين حيث لمح تارة الى قبول المفاوضات حينما تتراجع قواته، والى رفضها حينما تتقدم القوات.
و كان بوتين يتفاعل مع دعوات الصين للجلوس الى طاولة الحوار، ويتجاهل دعوات دول افريقية كجنوب افريقيا والجزائر.في المقابل قبل بزيارة المبارك اية الله تبون، الذي نزل بروسيا يوم الثلاثاء ومكث فيها يومين دون استقبال او مهاتفة من بوتين، الى حدود يوم اللقاء الخميس. اليوم الذي حاول فيه تبون تلميع صورة بوتين المستعجل لهذا النفاق الصارخ والمكشوف.
كان رئيس الجزائر يمني النفس لابرام صفقات التزود باسلحة متطورة، اما بوتين فكان يكفيه الاطراء لتصحيح نظرة العالم تجاهه، لأنه هو نفسه في حاجة لمزيد من الأسلحة، وكل هذه النوايا، مخبأة في عباءة عملة وسوق موحدة جديدة تضم روسيا الصين الهند جنوب افريقيا والجزائر..الخفي نفس الوقت ذهبت بعثة جنوب افريقيا الى اوكرانيا لبحث سبل التسوية.
وقد غفل بوتين ان رئيس الجزائر يجلب معه النحس اينما رحل وارتحل، واتبثت التجربة أن سحره ينقلب عليه دائما لأنه عديم التجربة وغير موفق في البناءات الجيوسياسية، ولم تمضي ايام على حب العالم لبوتين حتى حول جيش فاغنر مدفعيته إلى الشرق وافتعل مواجهات مع روسيا الأم، ولو كان بوتين يؤمن بالطلع والنحس والبخت لدبر الليلة انقلابا ينهي حياة تبون.
تبون الذي اصبح في مأزق الان امام تضاعف مشاكل روسيا، حيث ضرب بتعهداتها امام المانيا فرنسا خلال هذه الزيارة.. والاكيد انه الان في نظرهما ليس اهلا للثقة، فهل المنحوس خدم الملف المغربي ثانية من قلب موسكو.