محسن الأكرمين.
يقولون: أن مكناس قد تم استغلال مناصبها في جميع المجالات بدون وجه حق تمثيل المدينة. يقولون: أن مكناس نالت من عقوق أبنائها ما ناله (الطبل يوم العيد). يقولون: أن مكناس لم تستفد من تمثيليتها السياسية الوطنية ولا الجهوية في ترافع الإقلاع التنموي، ولا التحفيز الاستثماري. يقولون: أن مكناس تمضغ الحسرة عن الماضي (الوسيط) ولم تستطع صناعة رؤية بديلة للحاضر والتوهج بتصدر قائمة مدن التاريخ. يقولون: أن ساكنة مكناس تتحدث عن حب المدينة، ثم يقولون ومن (ومن الحب ما قتل). يقولون أن: مكناس افتقدت ساكنتها الثقة في السياسيين وصناع القرار التمثيلي، وباتت الثقة في موضع الصفر. يقولون: أن الرمز السياسي للمدينة يحمل معادلة (قدي وعدي، ومول المليح باع وراح). يقولون: أن مكناس قد وزعت فيها قفف (الإحسان) في زمن (كورونا) الأول، وحطمت الرقم القياسي في إحصائيات الهشاشة. يقولون: أن بيانات السجل الاجتماعي ستضع المدينة على رأس قائمة تنقيط الحاجة والفاقة. يقولون: أن مكناس تعيش سكونية ما قبل العواصف الانتخابية (وتمارس السياسة فيها من تحت الدف). يقولون أن مكناس يمكن أن تدخل غمار الانتخابات وهي تكرر نفسها بنفس الوجوه والتركيبات السياسية والأغلبية الممكنة بالاستنساخ، في التدبير والتسيير للشأن الجماعي وكأن الجميع سيشكل لائحة موحدة لانتخابات (2021). يقولون: أن مكناس تعيش فائض حديث الانتقادات فقط في المقاهي، ومن وراء حجاب الشاشة الزرقاء، ومن تحت الجلباب، ويغيب عنها الصوت المسموع والحوار المديني. يقولون: أن مكناس يعيش مجتمعها المدني تحت وطأت خلافات الانتماء السياسي والتبعية والنفعية إلا من رحم ربك بالثلث الناجي. يقولون: أن مكناس يمكن أن تبحث عنها في التراث المادي واللامادي ولا هي لا تقدر على توظيف تثمين الحاضر ولا المستقبل، وحتى الماضي يمكن أن يضيع جزء منه غير موجود في الواجهة.
يقولون: أن مكناس يتساءل فيها الجميع، أين مدينتي؟ سؤال يبحث عن كسب البراءة من المسؤولية ويعلقها لزاما على عنق (السياسي/ المدني/ الاقتصادي/الثقافي/ الرياضي…)، سؤال لن نجد له جوابا موحدا حين نجده يتردد مرات عديدة بالجمع لا بالإفراد، سؤال نجده بالقسوة والتحسر حتى عند من دبر أمر المدينة غير ما مرة، فهو يتسلح بنفس السؤال !!! ويطرحه بصيغة الاستنكار وبلا أجوبة حارقة !!! يقولون: أن عجينة مكناس السياسية غير باردة في بؤرة وسطها (ولي قال من الأحزاب السياسية عجينة مجلس جماعة مكناس باردة يدير يديه فيها) ويخرج للاستطلاع عن حجم ثقة ساكنة مكناس في سياسي المدينة !!! يقولون: أن مكناس خرجت من اتفاقيات قطاع الثقافة والشباب والرياضة والاتصال الجهوية (بخفي حُنَيِن) ومكسورة الترافع والنتائج، وباتت تنال مثل حصة (برامج تأهيل المراكز الحضرية والمراكز الصاعدة… للتقليص من العجز الاجتماعي والتفاوتات الترابية الداخلية فقط) . يقولون: أن مكناس مقصية من ترافع ممثليها بمجلس الجهة ولم يقدروا على وضع لبنات ورش التعاقد الترابي بين المدينة والجهة. يقولون:أن خيار الجهوية المتقدمة (بجهة فاس مكناس) يكرس بُعد تمركز القطب الإداري كرهان استراتيجي لتحكم فاس المدينة في الجهة، ونيل حصة الأسد من المشاريع الاستثمارية. يقولون: ألا مناص لمكناس من بناء تنمية محلية بدل تأثيث اللامركزية الترابية الجهوية، والتي باتت تخلق الفرص التنموية فقط لرأس قطب الجهة (فاس). يقولون: أن مكناس تكتسي دورا أساسيا في مكونات مجلس الجهة، ولا تنال حقها العادل في تنظيم وتهيئة مجالها الترابي، وتحقيق جاذبية ترابية تنافسية. يقولون …ونحن ماذا نقول؟.