العرائش/المغرب/LARACHE مدينة التنوع
محمد مرابط
تُعتبر مدينة العرائش من أقدم مُدن السياحة في المغرب التي تقع في الجهة الشمالية الغربية منها وتطل على سواحل المُحيط الأطلسي، وتتكوّن مدينة العرائش من قسميّن؛ قسم يغلُب عليه الطابع المغربي القديم والقسم الآخر يتميز بالطراز الإسباني الحديث.
وعندما تزور مدينة العرائش بالمغرب ستجد الأصول التاريخية تُحيط بك من كل اتجاه، حيث كانت العرائش مطمعا للكثير من الغُزاة البرتغاليين والإسبانيين الذين أثبتوا حضارتهم في الطراز المعماري بالمدينة، وتتمتع المدينة إلى جانب آثارها بشواطئ رائعة تجذب السُيّاح من كل حدب وصوب.
تمتلك مدينة العرائش باقة رائعة من المعالم السياحية التي سنستعرض كل منها فيما يلي:
المتحف الأثري:يقع بالقرب من حي القصبة بالقُرب من بناء الكوماندانسيا، ويُعتبر من أشهر متاحف مدينة العرائش المغربية الذي تم تشييده كقلعة بُناءً على أمر السلطان يوسف بن عبد الحق المريني، وبعد ذلك استخدمها الإسبان كمخزن لحفظ الأسلحة، وتم تحويلها إلى متحف في عام 1973م يضم العديد من التُحف الأثرية التي يرجع تاريخها إلى العصور الفينيقية، الرومانية، الإغريقية، والإسلامية كالآلات الحربية، الأواني الفخارية، والحُليّ.
مدينة لكسوس الأثرية:هي من أعظم مُدن السياحة في العرائش حيث شاهدت تجمّعا بشريا ضخما على مر أربعة عصور مُتتابعة بدايةً من العصر الفنيقي، ونهايةً بالعصر الإسلامي، وقد قام بعض العلماء والباحثين بعمل الكثير من الأبحاث العلمية حتى توصلوا إلى هذه المدينة التاريخية، وكانت النصوص والزخارف المحفورة بعدة لغات هي الدليل على مرور مجموعة من الحِقب التاريخية على هذه المدينة، فهي تضم المسرح المُدرج، منزل إله الشمس، معبدين، وحي قصر العدالة.
بناء الكوماندانسيا:يُعد من أشهر بنايات مدينة العرائش والذي قام ببنائه مولاي إسماعيل عندما قام باسترجاع المدينة من الغُزاة الإسبان بالحملة الأولى، ثم قام الإسبان بحملة أُخرى واتخذوا بناء الكوماندانسيا مقرا للقادة العسكريين، ويشتهر هذا البناء بصومعته الكبيرة، وكانت توجد به ساعة ضخمة يُقال أن الإسبان قاموا بأخذها معهم بعد انتهاء الحملة الثانية على المدينة.
محمية بني جورفيت:عند زيارتك إلى هذه المحمية الطبيعية ستستمتع بمُشاهدة العديد من أنواع الحيوانات والطيور النادرة كما تضم الكثير من الزواحف، فهي من أجمل أماكن السياحة في مدينة العرائش بالمغرب ، وهي عبارة عن غابة كبيرة تتّسم بمظاهر الطبيعة الساحرة حيث تمتلئ بالأشجار الكثيفة والنباتات الخضراء والورود المُزهرة.
حديقة الأسود:من أروع حدائق مدينة العرائش التي تحتوي على الكثير من التماثيل المُجسِدة للأسود، وتضم ممرات واسعة للمشي، ويُمكن للرياضيين الاستمتاع بالقيام بالتمارين الرياضية في الهواء الطلق بالحديقة، كما تضم أماكن للجلوس ومجموعة من المقاهي والمطاعم، وتنتشر بها الكثير من الأشجار الكثيفة وأشجار النخيل الشاهقة.
شاطئ رأس الرمل:واحد من أكبر الشواطئ المغربية الذي يتميز برماله البيضاء المُتلألئة ومياهه الزرقاء، ويبلغ طوله حوالي 5 كلم، ويُمكن الاستمتاع بالرياضات المائية كالسباحة، كرة الطائرة الشاطئية، كرة القدم، ركوب الأمواج، والجمباز، ويتميز الشاطئ بوجود الحاجز الصخري للأمواج الذي يبلغ طوله حوالي 750 متر، ويُعتبر الشاطئ من أهم المُتنفسات المغربية في فصل الصيف، ويوجد بالقرب منه مجموعة رائعة من المطاعم التي تتفنن في تقديم طواجن السمك بحرفية.
السوق الصغير:يُقال أن هذا السوق هو القلب النابض لمدينة العرائش حيث أنه علامة مُميّزة للمدينة على مر العصور، فقد أمر ببنائه السلطان محمد بن عبد الله، ويقوم بعرض العديد من المُنتجات، ويضم السوق العديد من الأبواب التي تؤدي إلى أحياء حضارية قديمة كباب القصبة، باب القبيبات، وباب المدينة.
ليكسوس:(على الضفة اليسرى لمصب لوكوس) تقع أطلال ليكسوس، وهي مستوطنة فينيقية استوطنها بعدهم القرطاجيون قبل أن تصبح فيما بعد مستعمرة رومانية وجزءا من مقاطعة موريطنية الطنجية.
مدينة العرائش من أقدم المدن المغربية، عرفت أربع حقب فينيقية وقرطاجية ورومانية وإسلامية، كما تسبب موقعها الإستراتيجي في تعرضها للغزوات الإيبيرية، هذا التعاقب الحضاري ساهم في منح المدينة العديد من المعالم التاريخية التي تعكس غنى ثقافة المدينة والتي حافظت بالخصوص على آثار الوجود الإيبيري الذي اندمج مع العمارة الإسلامية بجانب طابعها الأمازيغي الدائم، في حين تظل ليكسوس المدينة القديمة شاهدة على عظمة فترة تاريخ المغرب القديم.
تقع مدينة ليكسوس على بعد 3 كيلومترات من العرائش على ربوة في مدخل المدينة شمالا وعلى ضفة نهر اللوكوس وقد تم اختيار الموقع من طرف الفنيقيين لسهولة الاتصال عبر النهر المؤدي إلى المحيط الأطلسي.ثم تعاقب على المنطقة الرومان الذين شيدوا مجموعة من المدن المغربية القديمة مثل : تمودا (تطوان) وليلي (منطقة فاس) تنجيس (طنجة)…الخ. إلا أن المنطقة سكنها الأمازيغ قبل أي شعب آخر.