آخر الأخبار

عذرا أبريل أنت لست كذابا

[هيئة التحرير]5 أبريل 2024
عذرا أبريل أنت لست كذابا

عذرا أبريل أنت لست كذابا

مصطفى فاكر

يحل أبريل كل سنة ومع حلوله تنسج حكايات وهناك من يختلق كذبة تسمى كذبة أبريل.

نعم هناك من اختار فاتح أبريل ليطلق لسانه يقول ما يشاء مختبئا وراء هذا الشهر وكأنه كان صادقا في قوله باقي السنة،وهناك من لا يفرق بين الأول من أبريل و باقي شهور السنة الميلادية بحيث يزرع الوعود تارة في بدايتها ويختلق الأعذار و المبررات على عدم تحقيقها و إنجازها في آخر السنة كما تفعل و فعلت حكوماتنا المتعاقبة بألوان و ألقاب مختلفة.

عذرا أبريل تأتينا و بداية الربيع،تأتينا وفيك ترتدي الطبيعة أبهى حللها و تزين الورود خدودها كعروس خجلانة،فكم تمنينا أن تأتينا هذه المرة و أحلامنا قد ازدهرت مع الفل و الياسمين،تمنينا أن تأتينا وكل الوعود قد صدقت،كنا نحلم أن نلقاك و نحن تقدمنا بضع الخطى في طريق الحرية ،وقد صعدنا درجة في سلم العيش الكريم،كنا نحلم و مازلنا نحلم أن نلقاك وقد أزهر ربيعنا الديمقراطي،تمنينا أن نلقاك والسلم والسلام قد عم كل أقطار العالم العربي،لكننا كنا فقط نحلم ونصدق أي وعد يقال لنا كأي طفل صغير.

عذرا أبريل لأن من يكذب هم نوابنا وحكوماتنا وساستنا ومن اخترناهم لتمثيل أمتنا،وعدونا بالتغيير،بل غيروا أوضاعهم الإجتماعية و الإقتصادية لا غير .

عذرا أبريل،لأن من يكذب هي حكومتنا و معارضتنا اللتين تتبادلا أبشع الألفاظ و الكلام البدئ،ومع أول خيط غروب شمس يشربا معا نخب كأس غبائنا.

عذرا أبريل لأن إعلامنا يكذب علينا طول السنة و يستغبينا ببرامجه ومسلسلاته التافهة.

إننا لا نملك اليوم سوى أن نطالب برفع تهمة الكذب عنك لأنهم ألصقوه بك ظلما و جورا،وهم الذين يكذبون علينا في كل الشهور،بل قد ألفنا كذبهم علينا و أحللناه محل الصدق فأصبحنا نصدق كذبهم.

لانملك إلا أن ننتظرك هذه المرة بأمل كبير وحلم قليل، لانملك إلا أن نشهد ببراءتك من الكذب براءة الذئب من دم يوسف لأن من تتورد فيه خدود الزهور و تحيافيه الطبيعة ليس كذابا.

الاخبار العاجلة