بقلم عزيز لخنفري
خرج المئات من الطلاب والمجازين والمعطلين، في وقفات احتجاجية حاشدة بمدينة القنيطرة، اليوم الثلاثاء، تنديدا بقرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتقليص السن الأقصى لولوج مهنة التعليم من 45 سنة إلى 30 عاما فقط، وذلك ضمن سلسلة من الاحتجاجات على الصعيد الوطني منذ الإعلان عن القرار يوم الجمعة الماضي.
وشهدت كليتي الآداب والعلوم الإنسانية، والعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بالقنيطرة، ، مقاطعة شاملة للدراسة، اليوم الثلاثاء، بموازاة مسيرات ووقفات احتجاجية، احتجاجا على القرار الوزاري الذي فرض شروطا جديدة لولوج مباريات التوظيف بقطاع التعليم.
وأمام جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ، احتشد طلاب ومجازون ومعطلون في وقفة حاشدة رفضا لشروط ولوج مهنة التدريس، والتي اعتبروها “مجحفة وإقصائية”، رافعين شعارات غاضبة تعتبر القرار ضربا لمبدأ تكافؤ الفرص وضربا للمدرسة العمومية بالمغرب، مطالبين الحكومة والوزارة الوصية بالتراجع عن القرار.
وردد المتظاهرون شعارات من قبيل: “قولو قولو لبنموسى.. هاذي سنة منحوسة”، “عاهدنا العائلات.. الوظيفة ولا الممات.. قريتونا وعلمتونا.. وللبطالة لحتونا”، “قرا قرا حتى تعيا.. الزرواطة كتستنا”، “المجاز يتطحن.. المعطل يتطحن.. الطالب يتطحن..”، “المجازين المعطلين الطلبة.. كلنا ماشي أوباش”.
وشهدت عدد من المدن، منذ يوم الجمعة الماضية وإلى غاية اليوم الثلاثاء، احتجاجات لطلاب ومجازين معطلين، تنديدا بقرار تحديد سن الثلاثين لولوج مهنة التعليم، حيث احتشد المتظاهرون في وقفات أمام الأكاديميات الجهوية والمديريات الإقليمية للتعليم وداخل الكليات.
وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولى والرياضة، قد حددت سن اجتياز مباريات أطر التدريس وأطر الدعم التربوي والإداري والاجتماعي، في عمر يقل عن 30 عاما، إلى جانب فرض شروط جديدة متعلقة بالميزة في الباكالوريا والإجازة.
وأثار قرار وزارة التربية الوطنية موجة غضب عارمة على المستوى السياسي والإعلامي وفي الشأن التعليمي، وسط مطالب بالتراجع عن القرار والإبقاء على سن الـ45 المحدد في الوظيفة العمومية
كما رفعت المسيرة الطلابية ذاتها مطالب أخرى تخص السكن بالحي الجامعي، والنقل الحضري بواسطة الحافلات، والمنحة والمطعم الجامعي.(التغدية)
وفي تصريح ، قال أحد الطلبة المشاركين في هذه المسيرة إن قرار وزارة التربية الوطنية القاضي بتحديد سن المشاركة في مباريات التعليم في عتبة 30 سنة مناقض لقانون الوظيفة العمومية المحدد في 45 سنة، واصفا شرط الانتقاء بالشرط الأخطر؛ لكونه، بحسبه، يحكم على فئة عريضة من طلبة الإجازة الأساسية غير المستوفين للشروط المطلوبة بالبطالة الأبدية.
وأكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في توضيحها على أن “وضع إجراءات للاتقاء الأولي بناء على معايير موضوعية وصارمة” جاءت “بغية ترسيخ الانتقاء ودعم جاذبية مهن التدريس لفائدة المترشحات والمترشحين الأكفاء”.
كما أبرز المصدر ذاته أن تحديد السن الأقصى في 30 سنة للمشاركة في هذه المباريات يروم “جذب المترشحات والمترشحين الشباب نحو مهن التدريس، وبهدف ضمان التزامهم الدائم في خدمة المدرسة العمومية، علاوة على الاستثمار الأنجع في التكوين وفي مساراتهم المهنية”.