آخر الأخبار

كلمة السيد العامل بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

كلمة السيد العامل بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

كلمة السيد العامل بمناسبة الاحتفال بالذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

شارع نيوز

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على مولانا رسول الله

 و على آله و صحبه أجمعين

حضرات السيدات والسادة،

بداية أتقدم بالشكر الجزيل لجميع الحاضرين على تلبية دعوة حضور هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الاحتفال بالذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

لقد وضعت التوجيهات الملكية السامية مسألة التنمية البشرية في صدارة الأولويات، و جعلت منها قاطرة للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية، و ذلك عبر تدشين الورش الملكي الكبير للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي اعتبرها جلالته ورشا مفتوحا باستمرار، حيث قال مولانا امير المؤمنين نصره الله في الخطاب الملكي السامي الذي وجهه إلى الأمة بتاريخ 18 ماي 2005 :   

    ” … إن الـمـبـادرة الـوطـنـيـة لـلـتـنـمـيـة الـبـشـريـة لـيـسـت مشـروعـا مـرحـلـيـا، و لا

        بـرنـامـجـا ظـرفـيـا عـابـرا، وإنـمـا هـي ورش مـفـتـوح بـاسـتـمـرار …”

و هو الخطاب الذي أفضى إلى إرساء مجموعة من المفاهيم الجديدة، المبنية على ثقافة المشاركة و مبدأ التشاور الموسع و كذا مساهمة كل الفاعلين من سلطات محلية و منتخبين و مصالح لا ممركزة و جمعيات المجتمع المدني لبلوغ المقاصد النبيلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية الهادفة إلى محاربة الفقر و الإقصاء الاجتماعي و الهشاشة.

و مما لا شك فيه أن الممارسة الميدانية لتفعيل مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أبانت بالملموس أهمية الوقع الإيجابي على ظروف عيش الفئات المعوزة المستهدفة بفضل انخراط كل القوى الحية للبلاد في ميدان الحكامة الجيدة و أساليب تدبير العمل الاجتماعي و طرق محاربة كل أشكال الفقر و الإقصاء و الهشاشة.

فمنذ إطلاقها في 18 ماي 2005 من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، لم تفقد هذه المبادرة شيئا من فعاليتها حيث تتوالى مشاريعها، من أكبرها إلى أصغرها، و تتضاعف و تتجدد بالخصوص من دون إعطاء الانطباع بأنها شيء معتاد،

و ذلك ليس فقط لكون الأمر يتعلق بورش عهد يتجدد بشكل دائم، و لكن لكونه يتعلق بصرف النظر عن الأرقام، بقصة إنسانية يحكيها كل مشروع من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

و في إطار هذه الدينامية و الانخراط و التعبئة و وسط كل الفعاليات المعنية، ينعقد هذا اللقاء للاحتفال بالذكرى 18 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.   

بخصوص حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال مرحلتيها

 الأولى و الثانية بإقليم القنيطرة

فقد تمت خلال الفترة الممتدة من 2005 إلى 2018 برمجة ما مجموعه 1168 مشروعا لفائدة ما يناهز 348.000 مستفيد و مستفيدة و بغلاف مالي اجمالي قدره 883.528.979,47 درهم موزع كالآتي :

– مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية : 770.927.544,20 درهم (87,25%)

– مساهمة المستفيدين                           : 112.601.435,27 درهم (12,75%)

و قد همت هذه المشاريع المحاور التالية:

 – محور دعم الولوج للخدمات الأساسية (تهيئة المسالك، التزود بالماء الصالح للشرب، الربط بشبكة الكهرباء و الإنارة العمومية)؛

 – محور دعم الولوج للخدمات الصحية للقرب (بناء و تهيئة و تجهيز دور الولادة و المراكز الصحية، اقتناء سيارات الاسعاف، تنظيم قوافل طبية)؛

 – محور دعم التمدرس (بناء و تهيئة و تجهيز دور الطالبة و الطالب، اقتناء حافلات للنقل المدرسي، تهيئة فضاءات تابعة للمؤسسات التعليمية، دعم التعليم الأولي)؛

 – محور دعم الإدماج الاجتماعي للشباب و المرأة (تهيئة و تجهيز الفضاءات الرياضية، بناء و  تهيئة و تجهيز دور الشباب، بناء و تهيئة و تجهيز المكتبات، بناء و تهيئة و تجهيز الأندية النسوية)؛

 – محور دعم الأشخاص في وضعية هشاشة (بناء و تهيئة و تجهيز مركز للنساء في وضعية صعبة، مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة، و مراكز لاستقبال الأطفال اليتامى و الفتيات في  وضعية صعبة و المشردون و الأشخاص المسنون بدون موارد)؛

 – محور دعم الإدماج الاقتصادي ( إحداث أنشطة مدرة للدخل).

أما بخصوص حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الثالثة

 برسم الفترة الممتدة من 2019  إلى غاية 31 دجنبر 2022 بإقليم القنيطرة،

فلا بد التذكير هنا أن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعلن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده عن انطلاقتها يوم 19 شتنبر 2018، ترتكز على مقاربة ارادية و متجددة تهدف إلى تحصين و تعزيز المكتسبات مع إعادة توجيه البرامج سعيا للنهوض بالرأسمال البشري و العناية بالأجيال الصاعدة و دعم الفئات الهشة بالإضافة إلى اعتماد جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل و المحدثة لفرص الشغل.

فالمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي تصور جديد بهدفين رئيسيين و أربعة برامج:

الهدف الأول: تحصين مكتسبات برامج المرحلتين الأولى و الثانية لصيانة الكرامة و تحسين ظروف العيش من خلال برنامجين:

           – برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية و الخدمات الأساسية الاجتماعية.

           – و برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة.

الهدف الثاني: بناء المستقبل للتصدي المباشر للمعيقات الأساسية التي تعترض التنمية البشرية للفرد طيلة مراحل حياته من خلال برنامجين:

– برنامج تحسين الدخل و الإدماج الاقتصادي للشباب

و برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة

و في هذا السياق، فقد قامت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية خلال الفترة الممتدة من 2019  إلى غاية 31 دجنبر 2022 ببرمجة ما مجموعه 596 مشروعا بغلاف مالي إجمالي قدره:  231,68  مليون درهم، موزعة حسب البرامج الأربعة كالآتي :

1برنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية و الخدمات الأساسية بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا:

عرف هذا البرنامج برمجة 43 مشروعا بغلاف مالي يفوق  17,04 مليون درهم، حيث همت هذه المشاريع تهيئة مسالك طرقية (11 كلم) و اقتناء 12 سيارة للنقل المدرسي و تهيئة 13 مركز صحي و كذا اقتناء تجهيزات التدفئة لفائدة 12 دور الطالب و الطالبة، حيث استفاد من مجموع هذه المشاريع 57.600 مستفيد و مستفيدة .

2- برنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة:  

  عرف هذا البرنامج برمجة 128 مشروعا بغلاف مالي يفوق 45,88 مليون درهم، حيث همت هذه المشاريع دعم الجمعيات للمساهمة في تسيير مؤسسات الرعاية الاجتماعية، تهيئة مراكز الاستقبال، بناء و تجهيز مؤسسة للرعاية الاجتماعية، اقتناء تجهيزات لفائدة مؤسسات الرعاية الاجتماعية، اقتناء آلات لتصفية الدم لفائدة مستشفى الادريسي بالقنيطرة و مستشفى الزوبير السكيرج بسوق الأربعاء الغرب، احداث مشاريع مدرة للدخل لفائدة السجناء السابقين القاطنين بإقليم القنيطرة في إطار شراكة مع مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، تجهيز و إصلاح مراكز التربية و التكوين إضافة إلى اقتناء تجهيزات لفائدة مركز محاربة الادمان بمدينة القنيطرة، حيث استفاد من مجموع هذه المشاريع 13.697 مستفيد و مستفيدة .

3 برنامج تحسين الدخل و الادماج الاقتصادي للشباب:

            عرف هذا البرنامج برمجة 257 مشروعا بغلاف مالي فاق 48,16 مليون درهم، موزع كالتالي:

21,89 مليون درهم كمساهمة مالية لحاملي المشاريع الممولة في إطار محور “دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب” حيث استفاد من هذا المحور 882 مستفيد في إطار مرحلة ما قبل انشاء المقاولة و 286 مستفيد من مشاريع مدرة للدخل في إطار مرحلة ما بعد انشاء المقاولة،

 – و 3,15 مليون درهم كمساهمة مالية لحاملي المشاريع الممولة في إطار محور “الاقتصاد الاجتماعي و التضامني” حيث استفاد من هذا المحور 49 مستفيد من مشاريع مدرة للدخل.

كما همت هذه المشاريع كذلك تهيئة و تجهيز ثلاث منصات للشباب بكل من مدينتي القنيطرة و سوق الاربعاء الغرب و كذا بباشوبة سيدي الطيبي، إبرام عقود الانجاز مع الخدماتيين المكلفين بتدبير محور “دعم الحس المقاولاتي لدى الشباب” و “فضاء الاستقبال و التوجيه” و كذا محور “تعزيز قابلية الشغل لدى الشباب”، حيث تم ادماج 80 مستفيد و مستفيدة بسوق الشغل في إطار هذا المحور بمنصات الشباب الثلاث.

4– برنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة:

           عرف هذا البرنامج برمجة 177 مشروعا بغلاف مالي قدره 120,60 مليون درهم، حيث استفاد من هذه المشاريع ما مجموعه 702.246 مستفيد و مستفيدة. و قد همت هذه المشاريع اقتناء معدات طبية لفائدة 25 مركز صحي بالجماعات القروية، اقتناء تجهيزات طبية تقنية لفائدة 06 دور للولادة، اقتناء 16 سيارة للإسعاف مجهزة لفائدة 15مركز صحي و دار للأمومة، احداث 58 وحدة للتعليم الأولي بالعالم القروي، اقتناء 45 سيارة للنقل المدرسي لفائدة التلاميذ المتمدرسين بالعالم القروي، انجاز عمليتين للدعم التربوي في مادتي الرياضيات و الفرنسية على مستوى 47 مؤسسة تعليمية و تنفيذ 4 عمليات للمبادرة الملكية مليون محفظة. 

فالمشاريع المبرمجة على صعيد إقليم القنيطرة تجسد و لله الحمد شعار صون الكرامة و بعث الأمل في الأجيال الصاعدة، كما تشجع لمواصلة الجهود من أجل تحسين ظروف عيش الساكنة و العمل على بناء المستقبل عن طريق معالجة الأسباب الرئيسية التي تعيق التنمية البشرية. و لن يتأتى تحقيق هذه الأهداف إلا من خلال تظافر جهود الجميع خاصة هيئات الحكامة التي يجب أن تتبنى مقاربة واقعية عمادها الالتقائية و التخطيط الترابي بهدف إنجاز مشاريع مطبوعة بالاحترافية إضافة إلى إيلاء الأهمية القصوى لجودة الخدمات و استدامة المشاريع و وقعها و نجاعتها العملية.

الاخبار العاجلة