محمد مرابط
أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها الفريق السعيد شنقريحة، الحاكم الفعلي بالجزائر، إلى القاهرة تساؤلات بشأن توقيتها خاصة أنها تأتي بعد أسبوع من تمتين التعاون الدفاعي بين المغرب وإسرائيل
وتقول أوساط سياسية جزائرية إن الزيارة تظهر حجم الارتباك في الموقف الرسمي الجزائري، الذي يريد أن يرد على زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس إلى الرباط بالبحث عن تحالف إقليمي مضاد.
وقالت الأوساط السياسية الجزائرية إن النظام يريد أن يظهر قدرته على المناورة ولأجل ذلك تصرف بسرعة واتجه الى مصر، دون قراءة حساب لواقعية التحالف الذي يبحث عنه خاصة أن رعونة الموقف الرسمي قد قادت الجزائر إلى خسارة حلفاء تقليديين كان يمكن اللجوء إليهم في مثل هذه الأزمات مثل فرنسا.
وتضيف ذات المصادر أن مغامرة البحث في القاهرة عن حليف إقليمي في وجه التقارب الإسرائيلي – المغربي، لا معنى لها خاصة أن مصر تقيم علاقات مميزة مع إسرائيل والمغرب، ولا يمكنها بأي حال أن تبدي أي إشارات للتضامن ولو رمزيا مع الجزائر، لأن ذلك سيجلب لها قلقا إضافيا ولديها ما يكفيها من المشاغل والأزمات محليا وإقليميا.
ولا تمتلك الجزائر أي أوراق في يدها من أجل تشجيع مصر على إظهار بعض إشارات التفهم، سواء فيما تعلق بموضوع المخاطر التي يدعي النظام الجزائري إنها باتت تتهدده بسبب الوجود الإسرائيلي على حدوده، أو في موضوع الصحراء المغربية الذي لا يحتمل أي مناورة في ظل الموقف المغربي الحازم الذي لا يسمح بأنصاف المواقف.