عين على الحكومة ومنظومة التعليم…غياب الإنسجام و التماسك والتقارب
محمد مرابط
يبدو أن أعضاء الحكومة لم يتعودوا بعد على منهجية العمل بالفريق الحكومي المنسجم، رغم تأكيد رئيس الحكومة عزيز أخنوش يوم استقباله من طرف جلالة الملك حفظه الله وعينه رئيسا للحكومة حيث صرح “أننا سنعمل على تشكيل حكومة ذات أغلبية منسجمة، متماسكة ومتقاربة “
لكن عند تتبع تصريحات أعضاء الحكومة خصوصا حول مسألة إصلاح منظومة التعليم ،نلاحظ غياب هذا الإنسجام و هذا التماسك و هذا التقارب ..
فعلى سبيل المثال لا الحصر صرح الوزير فوزي لقجع عند مناقشة مشروع ميزانية 2022 ،أنه لم يعد هناك توظيف بالتعاقد منذ 2018، حيث حسم الأمر في هذا النمط من التوظيف، ليأتي بعده تصريح وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى الذي اكد على أن شهر نونبر سيكون شهرا حاسما في تنزيل حلول مبتكرة فيما يخص ملف الأساتذة المتعاقدين ؛و هذا ما أكده أيضا الناطق الرسمي باسم الحكومة ..ليأتي رئيس الحكومة ويصرح في جلسة شهرية دستورية برلمانية عمومية وعلنية يوم الإثنين الأخير ؛ ليؤكد أن حل ملف التعاقد سيتطلب أشهرا …
يبدو أنه من خلال هذه التصريحات غياب برنامج وأجندة واضحة لدى الحكومة لمعالجة قضية ملف التعاقد والمنظومة التربوية ،فمثل هذه التصريحات المتناقضة لا يمكن الا أن نعتبرها استخفافا بعقول نساء ورجال التعليم والشعب المغربي الذي يتطلع الى إصلاحات جذرية واقعية ملموسة؛ باعتماد تعليم جيد نافع وذي جودة لبناتهم وأبنائهم.
على الحكومة أن تؤسس لخطاب واضح وذي مصداقية ويحترم شعور الشعب المغربي وذكائه وكل الفئات الإجتماعية المعنية بهذه الملفات بدل التسويف والمماطلة والهروب إلى الأمام سيما وأنه ينتظرنا سقف زمني حدده جلالة الملك لتنزيل النموذج التنموي الجديد ومن ضمنه النموذج التربوي الذي بشرنا به وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة فكونوا في موعد مع التاريخ وما المغاربة وفي مستوى تحمل المسؤولية التي وضعها فيكم الملك والشعب المغربي..