آخر الأخبار

حرمة الاموات في “خبر كان” بمقبرة الرضوان بالقنيطرة

[هيئة التحرير]3 يناير 2022
حرمة الاموات في “خبر كان” بمقبرة الرضوان بالقنيطرة

حرمة الاموات في “خبر كان” بمقبرة الرضوان بالقنيطرة

عزيز الخنفري

من الثابت في جل الديانات السماوية و التشريعات الوضعية تجريم انتهاك حرمة الميت، خاصة في الإسلام الذي جعل لجثة الميت من الصيانة، والحقوق، باعتباره دين كرم الإنسان حيا و ميتا، و أعطاه مكانته التي تليق به انطلاقا من غاية تواجده على وجه الأرض.

و خلافا لكل ما سبق، تعيش مقبرة الرضوان بمدينة القنيطرة، حالة من الفوضى و الاستهتار بحرمة أمواتها، من اعتداء و تنكيل بالقبور التي ضاقت أسوار المقبرة على احتواءها لعددها الهائل، الشيء الذي اصبح من المستحيل الحصول على مكان لدفن جثة اضافية، ما جعل القائمين على هذه المقبرة ينبشون القبور القديمة من أجل دفن جثة جديدة، في انتهاك صارخ لحرمتها.و انطلاقا من معاينتنا لهذه الأفعال المسيئة للدين أولا، و للسلطات القائمة على هذا الشأن ثانيا، و العابثة بكل المبادئ الإسلامية القائمة على تقديس أموات المسلمين، نتسائل كما يتسائل ناشطون جمعويون بالمنطقة، حول الجهة المسؤولة عن هذه المقبرة و مدى مراقبتها لعمليات الدفن خاصة في الظرفية الراهنة التي تستوجب تشديد إجراءات الدفن و تقييدها بمجموعة من الشروط بهدف الحد من انتشار الوباء من جهة، و كذا السهر على تنظيم القبور و مراقبة مدى احترامها لشروط المقابر الإسلامية الشرعية.

و تطالب ساكنة المنطقة من الجهة المسؤولة، التدخل العاجل لحل مشكلة الاكتضاض بالمقبرة المذكورة عبر توسيع مساحتها، أو توفير أرضية جديدة لدفن أمواتهم معربين عن قلقهم إزاء امتلاء المقبرة الوحيدة عن ٱخرها المتواجدة بالمنطقة.دقَّت فعاليات المجتمع المدني بالقنيطرة والحفاظ على المقابر، ناقوس الخطر، بسبب ما تعتبره ” نتائج وخيمة وأخطارا تُهدد صحة المواطنين من جراء ما يقع في مقابر المدينة من انتهاك لحرمة القبور والعَبث، العشوائية في التسيير ،عربدة ،سب وقدف ففوق القبور وترهيب الزوار وعدم احترام حرمة الميت مٌحذرة من شبح أمراض وأوبئة تُهدد صحة سكان القنيطرة من جراء التمادي في انتهاكات حرمة القبور والعَبث بالجثث”.

مخاوف فعاليات المجتمع المدني، جاءت نتيجة “لوضع الجثث على عمق قريب من سطح الأرض ما يسهل عمليات النبش قصد الشعوذة وغيرها ، بالإضافة إلى كثرة الأزبال والقاذورات الأمر الذي يجعل من المقابر مَجالا خصبا لتكاثر المكروبات ويمهِّد لأمراض خطيرة وأوبئة تهدد كل المواطنين”.

شكاية لذات الجهة، موجهة للجهات المعنية، تنتقد فيها الأوضاع الكارثية مقبرة البوشتيين وجُل مقابر المدينة بعد أن “اكتظت عن آخرها وحُفِرت الممرات واستُعملت لدفن الأموات، فاشتدَّت حدة نبش القبور بحثا عن حفرة لدَفن ميت وتراكمت القبور والدفن العشوائي بطريقة غير شرعية، أكثر من جثة في نفس القبر وعمليات دفن الأموات المجهولين ليلا” تقول الشكاية.ولفتت ذات الوثيقة التي توصلت بها ، إلى انتهاكات وممارسات دنيئة تواكبها تجارة قذرة على هامش الموت، من قبيل “إفراغ قبور لدفن أموات جُدد يختلف موقعها وثمنها حسب المكانة الاجتماعية للميت وقدرة أهله على الأداء، زيادة على عظام رُفات وجثث أموات حديثة يتاجَر بها في سوق الشعوذة”، مشيرا إلى ” صدمة مواطنين حين اكتشافهم اختفاء قبور أمواتهم واحتلالها لميت جديد “.

وأشارت ذات الجهة المشتكية، إلى أن “الحالة المتردِّية لمقبرة البوشتيين وجل مقابر المدينة وما يحدث فيها من فضائح يسيء لصورة المدينة ويجعل منها نقطا سوداء تأثث مجالا يتناقض مع التطور العمراني والمشاريع والأوراش الكبرى التي تعرفها مدينة القنيطرة عاصمة الغرب، كما تعطي للسائح نظرة سيئة عن بلدنا ومجتمعنا وتأثر سلبا على سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان”.

وطالبت فعاليات جمعوية واعلامية المسؤولين، بالإسراع من أجل إصلاح قطاع المقابر قبل فوات الأوان وإنشاء مقابر جديدة ذات قدرة استيعابية كبيرة توازي النمو الديموغرافي والتوسع العمراني المتزايد، فضلا عن مطالب بالتصدي لكل أشكال الانتهاكات التي تتعرض لها المقابر العتيقة والمحافظة عليها بتوفير الحراسة والصيانة لتبقى فضاء آمنا للتأمل والترحم على الموتى في خشوع وطمأنين، زيادة على إنشاء مقبرة جديدة بضواحي القنيطرة تكون نظيفة وآمنة وتحترم المعايير الإنسانية والشرعية لدَفن جميع أموات المُواطنين دون ميز أو حيف

الاخبار العاجلة