يا سعادة العامل أين هو المواطن؟!
مصطفى فاكر
سؤال عريض و استغراب فريد عن علاقة ممثل صاحب الجلالة بالإقليم و الموطن البسيط، هل هي علاقة تبادلية أم علاقة عمودية متسلطة؟.. مناسبة هذا القول ما نراه من انفصام و انفصال بين ممثل صاحب الجلالة و المواطن. حيث تكاد تكون منقطعة، إذ أن أغلبية المواطنين البسطاء لا يعرفون وجه عاملهم على الإقليم فبالأحرى إسمه و نسبه.
إنه مفهوم جديد لجيل جديد من العمال على مستوى السلوك فيما يخص ابتكارهم لمفهوم تقريب الإدارة من المواطنين و السلطة في خدمة المواطن، إن أغلب العمال يفضلون الإنزواء و الإبتعاد عن الناس و هجر من اوتمنوا على مصالحهم، مع العلم أن هناك عمالا في أقاليمهم لم يرهم المواطن منذ تعيينهم و لم يتشرف بمعرفتهم أي مشتك أو مظلوم.هكذا يبقى المواطن البسيط أمام أبواب بنية سميكة مغلقة أبد الدهر و عدد من الوجوه تمثل البروتوكول العاملي، تعامل المواطن بقليل من الأدب و كثير من السخرية، لكن عندما يرحل العامل إلى وجهة أخرى تعترف هذه الوجوه إلى المواطن بأن عاملهم السابق لم يكن في المستوى و بأنه و بأنه…
هذا الفعل و السلوك فيه تنقيص و تبخيس للمواطن و يضرب في العمق بكل المجهودات التي تقوم بها الدولة لتجويد عمل الإدارة، لهذا إذا كان السيد العامل يرى أنه أكبر من المهمة التي هو فيها، فما عليه إلا أن يرفض المنصب الذي هو فيه و ينتظر ما يناسبه، لكن أن يبهدل المواطن و يدكه مع الأرض دكا هذا ما يرفضه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ويتوعد كل من طوعت له نفسه الحط من كرامة المواطن في أكثر من إشارة قوية خلال توجيهاته السامية في خطبه النيرة، عسى أن ينتبه إليها من هو يجلس على كرسي وتير و ينعم بالهواء البارد و يحتسب الماء الزلل.