تدريس المسرح في الوسط التعليمي بتارودانت
شارع نيوز: متابعة عبد اللطيف بنشيخ
في اطار انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها نظم اساتذة المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة فرع تارودانت تحت إشراف الاستاذ المقتدر محمد العربي النبري يوما تكوينيا في موضوع ” تدريس المسرح في ضوء المنهاج الدراسي للتعليم الابتدائي ” بحضور ثلة من رجالات التعليم ، وذلك يوم السبت 03 يونيو 2023 وبنفس المركز.
حيث أطر السيناريست ذ علي الداه ورشة ” إنتاج النص الدرامي والسيناريو ” والتي تمحورت حول تقنيات الكتابة المسرحية كنص ادبي قبل ترجمته إلى عرض فرجوي بكل مقوماته الاخرى.
وتوزعت الحصة التكوينية بين الشق النظري والمرتبط اساسا بالتقنيات المعتمدة في انتاج النص الدرامي عموما، والمسرحي منه على وجه التخصيص ، مع الاخذ بعين الاعتبار الفئة المستهدفة بالتكوين، وهم للاشارة طلبة في المراحل النهائية للتخرج من مركز مهن التربية والتكوين، كاساتذة مقبلين على انبل المهن الانسانية. وخلال اتصالنا بالاستاذ علي الداه لاستبيان المنهجية التي اعتمدها في مثل هذه المناسبة التي تهم فئة خاصة، قال ” حاولنا أن تبسيط تقنيات الكتابة من اجل بلورة تصور فني مسرحي يخدم المناهج التعليمة، وفق تصور عام يخدم التلاميذ، ويشجعهم على تطوير مهاراتهم، ويخدم الاقبال على التحصيل والتعلم دون عوائق…” واضاف ” لايختلف اثنان على اهمية الفن في المنظومة التعليمية سواء تعلق الامر بالاستاذ او التلميذ على حد سواء لهذا ركزنا على اهمية التكوين المسرحي بالنسبة للاستاذ كدعامة من دعامات البيداغوجية التعليمية، باعتبار ان الفرجة المسرحية قادرة على ان تساهم في تنزيل المناهج التربوية بكل سلاسة مع تكسير رتابة الفصل الدراسي، من خلال فتح مجال للتلاميذ للتعبير عن حاجياتهم ورغباتهم، واكتشاف مواهبهم وتطوير شخصيتهم، في افق مساهمتهم في بناء مجتمع خلاق قادر على العطاء والانتاجية …”وخلال عروض الورشة تطرق ايضا إلى أهمية الخيال لدى الاستاذ باعتباره لبنة من لبنات الابداع، مع التركيز على ضرورة استثمار الرصيد الحكائي وما تزخر به المقررات الدراسية من قيم انسانية نبيلة، وترجمتها الى عروض مسرحية مدرسية، او افلام تربوية، يشارك فيها التلاميذ ويشرف على انجازها الاساتذة انطلاقا من النص الى العرض .
وبخصوص ورشة السينوغرافيا والتي اعدها الفنان والسينوغرافي ذ بشير اركي اعدادا مركزا، قام بتقسيمها إلى شقين :
ـ الشق الأول كان نظريا: وهي إضاءات حول مفهوم السينوغرافيا الذي تجاوز المفهوم المتعارف عليه من طرف العامة، والمختصر في الديكور، الى مفهوم عام وشامل يتضمن كل المكونات البصرية الأخرى، كالإنارة والاكسسوار والملابس والماكياج .. حيث أفاد بشير اركي الاساتذة المتدربين باقسام السينوغرافية المعتمدة” واعتبر ان السينوغرافيا هي كل المكونات البصرية التي ترافق العرض المسرحي، إضافة الى أنواع السينوغرافيا الذي تم اختصارها انطلاقا من المدارس المسرحية الكبرى وهي:
1ـ السينوغرافيا الكلاسيكية ( الأرسطية): التي تعتمد في مرجعيتها على الشعرية الأرسطية عبر احترام الوحدات الثلاث، والدقات الثلاث، ومراعاة الفصل بين الأجناس الأدبية، وتقسيم المسرحية إلى فصول ومشاهد، وتوظيف نظرية التطهير الأرسطي
2ـ السينوغرافيا ملحمية ( البريشتية) : وهي قائمة على الصراع الجدلي، وتكسير الجدار الرابع.
3ـ السينوغرافيا العبثية: التي رافقت مذهب اللامعقول مع يونسكو وفرناندو أرابال وصمويل بيكيت وألفريد جاري الديكور الفارغ، وفوضى الأشياء.
ثم ختم الشق النظري بوظائف السينوغرافيا والمتمثلة في إعادة تشكيل الفضاء المسرحي، وإخفاء الحدود بين الركح والجمهور، ثم السعي إلى تأسيس علاقة مكانية وبصرية بين العرض والمتلقي.
وبخصوص الشق الثاني أفاد بشير اركي بهذه الشروحات العامة بقوله ” ” أما الشق الثاني فكان تطبيقيا: حتم علينا ضيق الوقت التفكير في ما سيحتاجه الأستاذ (ة) في علاقته(ها) بأطفال المناطق النائية التي سيشتغلون فيها.
الورشة كانت عبارة عن معمل لصنع العرائس marionnetteS تم الاشتغال فيه على نماذج بمواد بسيطة أسفر عن انتاج عدد هائل من الكراكيز في ظرف قياسي، اللقاء كانت فيه متعة ومهارة وانسجام .. كان انفتاحا على عالم فني جميل مليء بالعلامات المسرحية التي تتقاطع مع ما هو تعليمي تعلمي…”.
ومن خلال هذه المحاور بدت الاهمية الفنية والتقنية لمثل هذه الورشات المتسمة بالدراسة والمنهج المسرحي ومنهجية كتابة النص، والتي جمعت بين النظري والتطبيقي لتقديمه إلى الاسرة التعليمية المستقبلية.