الطفل “ريان” الحياة المقدسة

الطفل “ريان” الحياة المقدسة

خالد البوشيخي


بكثير من الأمل و التفاؤل و بالتشبث بمبدإ الحياة المقدسة إلتئمت كل فئات الشعب المغربي وكل الأحزاب السياسية و النقابية و الجمعوية و بكل اللغات نطقت الحياة للطفل ريان في دستور العدالة الإلهية.
قصة الطفل ريان ذو الخمس سنوات من المغرب العميق غيرتنا و ذكرتنا بثنائية الحياة المقدسة و الأمل في العيش.
إصطفى الله ريان و اختاره من بين جميع البشر ليقول للناس :لن أخرج من البئر حتى تتخلصوا من نرجسيتكم التي لا حد لها، لن أخرج من اليم حتى تعودوا لسليقتكم على أن الخير هو الأصل و هو عريس هذه اللحظة الدرامية مخاطبا ذواتنا و أخلاقنا و تصرفاتنا قائلا:” تجردوا من أصفادكم و أغلالكم لنعانق بعضنا البعض، فالمغاربة مجبولون على المساعدة و فعل الخير و نسيان زلات الماضي كلما نادى منادي النجدة و الحاجة.
لقد توقفت عقارب الزمن الهادر في وقت ظن فيه البعض أن زمن المعجزات ولى دون رجعة، لكن الطفل ريان أحيى فينا يقينيات أن الله لا يعجزه شيء، فكما أنقذ يونس من بطن الحوت، و نجا إبراهيم من النار و موسى من الغرق، قادر على إنقاذ طفل ملائكي ليتجدد فينا شريان الإيمان في نهاية القصة، إلى يقينيات تابثة، هي رسالة الله للكون في طلب ريان للعيش، فإن مات الجسد انتصرت الفكرة. لقد تعلمنا من قصة ريان أن قمة السعادة هي في اتخاذ القرار، و أن الحياة هبة من الله عكس ما يردده مؤيدو الفكر المادي للحياة الذين يتأثرون و يولدون من أفكار بالية غدت من بقايا سقوط حائط برلين، بعد عجزهم عن إيجاد جواب روحي دبرها رب السموات و الأرض، ما أغباهم، قاتلهم الله”يتسابقون مع الأعرج ثم يفرحون بهزيمته”.
ريان هو باب من أبواب الجنة لا يلجه إلا الصائمون، يبدو أنك يا ريان ذكرت الإنسانية بأن تصوم ألسنتهم و جوارحهم و أفعالهم و تصرفاتهم عن الصراعات الخاوية و النقاشات التافهة كثنائية أيهما أسبق:الدجاجة أم البيضة؟ سفسطائية إغريقية، لتقول لهم:” إجتمعوا على بناء وطن قوي يسع الجميع.
لقد اجتمع على قضيتك الغني و الفقير، الشاب والشائب، البربري و العروبي، اليهودي و النصراني و المسلم، لقد وحدت فينا أصل الإنسان و كينونته و وجوده و وهبت لنا نور البصيرة قبل نور البصر، و فتحت مغالق قلوبنا الصدأة بالبغضاء و التشاؤم و النزاعات و الصراعات بمفتاح التفاؤل و الود و الإخاء و الصفاء. فاللهم عجل له بالفرج و أدخل الفرحة في قلوب أسرته الصغيرة و مغربه الكبير آمين. خالد البوشيخي

شاهد أيضاً

وزان تحتفي بإبداعات الفنان نعمان لحلو

وزان تحتفي بإبداعات الفنان نعمان لحلو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار