المدرسة
العمومية والخصوصية

المدرسة العمومية والخصوصية

شارع نيوز: إدريس بوشتاوي

في خضم التجاذبات بين أنصار المدرسة العمومية ومؤيدي المدرسة الخصوصية ومن أجل تعميم الفائدة، أظن من المنطقي وضع هذا الموضوع قيد نقاش عام من لدن كل الاطراف المعنية لنفت الغبار عما هو صواب من غيره.

إذ ليس من المعقول أن نقر بفشل المدرسة العمومية أو أن نعتبر ها بديلا أو منافسا للمدرسة الخصوصية، أو العكس.

فقد أبانت عن جدارتها وقدرتها على إنتاج نخب تقلدت مسؤوليات جسام عن جدارة واستحقاق، إن على المستوى الوطني أو الدولي، من خلال مؤسسات متخصصة ذات صيت عابر للقارات أو جامعات أو مناصب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، مشهود لهم بعلو كفاءاتهم ومهاراتهم.

صحيح هناك نواقص يجب تداركها وتصحيح مسارها، من أجل ملاءمتها حتى تتمكن من مواكبة المسار الحديث والحداثي للأشياء، دون الابتعاد عن الهوية الاصلية، بملائمة وتكييف المسارات التعليمية مع متطلبات سوق الشغل ومواكبة متغيراته المتسارعة والمتجددة.

فما التعليم العمومي إلا مجرد منظومة تعليمية، تضم محتوا تعليميا ومنهجا بيداغوجيا، وبنيات تحية مشكلة من مدارس وقاعات الى غير ذلك. ينضاف الى كل هذا، العنصر البشري من أطقم إدارية وتعليمية وتلاميذ وأوليائهم، وهي الرافعة الأساسية لإنجاح المخطط التعليمي.

الموضوعية تقر بإن المسؤولية دائما تكون مشتركة بين طرفين أو أكثر، وعلى هذا الأساس فإنه من الغير المنطقي أن نلقيها على جهة واحدة دون أخرى، فالكل له دوره والكل له نصيبه من نجاح أو فشل هذا المسار المصيري، والمحدد لتقدم أو تأخر الامم. وفي المقابل، من الصواب أن نتساءل هل من الممكن اعتبار الاقبال المتزايد على المدرسة الخصوصية نجاحا لها، أم أنها ظاهرة اجتماعية تستحق الدرس والتمحيص من طرف مختصين، لنخلص الى ما هو حقيقي مما هو سراب؟ وحتى لا نقع في التعميم الخاطئ، هناك مؤسسات تعليمية خاصة ابانت عن مهنية ومواطنة عاليتين وقدمت منتوجا في المستوى المطلوب من ناحية الشكل والمضمون.

وأخريات ليس لهم من رسالة التربية والتعليم النبيلتين، سوى الاسم، بحث هدفهم الأساس هو مادي بالأساس.

كما تجدر الإشارة أنه في السنوات الأخيرة ظهر على هذه الساحة التعليمية مؤسسات كبرى بأسماء مختلفة، تسوق لمشروعها بأنه يتماشى ومقومات النجاح، من محتوا جيد يتناغم مع سوق الشغل وتغيراته ووسائل ديداكتيكية حديثة وأسلوب بيداغوجي سلس وتتبع سيكولوجي للتلاميذ لإثبات الذات، وقاعات ومرافق مريحة ومرفهة، تخدم تركيز المتلقي، الى غير ذلك من مؤثرات على القرار.

في الحقيقة إننا لا نملك أية دراسة متخصصة ومجردة في الموضوع بطرق علمية من طرف المختصين، لمعرفة نجاح هذا النوع من التعليم من فشلة، أو أن لكل صنف من التعليمين حسناته وشوائبه.

كل ما هنالك أننا أمام اختيار صعب لكن يجب اتخاذه، والمتعلق بماهية المؤسسة التعليمية المناسبة لاحتضان ابناءنا دون المساس بكل المقومات، مادية، معنوية، ضمير مهني، انخراط فعال لكل المتداخلين. العمومية والخصوصية

شاهد أيضاً

القائم بأعمال السفارة الليبية بالرباط يرحب بزيارة وزير خارجية بلده الحويج ويشيد بمواقفه

القائم بأعمال السفارة الليبية بالرباط يرحب بزيارة وزير خارجية بلده الحويج ويشيد بمواقفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار