خطاب العرش و الدلالات العميقة
مصطفى فاكر
لاتكاد تخلو أي مناسبة وطنية و خاصة مناسبة عيد العرش الذي يصادف 30يوليوز من كل سنة من خطاب ملكي يحمل بين طياته دلالات عميقة و عبارات صريحة تشخص الحالات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية للبلاد و يعتبر بمثابة نبراس يزيل الغبش و الظلمة لشق طريق التنمية بكل تباث و طمأنينة،لكن هذه المرة خطاب العرش حمل عدة متغيرات من حيث الزمان و الدلالات الرمزية.
الزمان: منذ1999دأب صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أن يلقي خطابه السامي في 30يوليوز وعموم الشعب ينتظره بكل لهفة و شوق فيتهيؤون له و ينتظرونه و قلوبهم مشرئبة لتحليل مضامينه،لكن بتغير زمان خطاب عيد العرش يوحي بتغير نمط و عادات البروتوكول المولوي و إشارة إلى إستباق الزمن من أجل البوح و على أن هناك شيء ما يتغير ……
2الدلالات: لقد انتقد جلالة الملك محمد السادس و بشدة ما يردده بعض دعاة الفتنة و القلاقل و المتربصين الأفاكين الذين يفترون الكذب و على أن البلاد يطالها الركود،بل نوه جلالته بالدور الكبير الذي تلعبه الدبلوماسية المغربية و الفاعلين الاقتصاديين و الاجتماعيين و السياسيين في سبيل النهوض بأوضاع البلد و أن الله حبا هذا البلد بمميزات و خصائص قل ما تجدهما في مكان ما ،و أسبغ عليه نعمة التلاحم بين العرش و الشعب،وهذه واحدة من الاسباب التي جعلت المغرب يصطف في مصاف الدول الرائدة التي تنعم بالأمن و الأمان و الإستقلالية التامة في إتخاذ القرار المناسب،و أن المغرب يتمتع بسيادة إتخاذالقرار الحكيم دون الخضوع و الركون لأي جهة ما و كيفما كانت قوتها،متعهدا في نفس الوقت بتطبيق مبدأ المحاسبة و العقاب لكل من تبث في حقه الاخلال بواجبه أو التقصير في مهامه بكافة مناطق المغرب ،وعلى تنفيذ القانون على كل مواطن أو مسؤول لأن الكل سواسية أمام القانون لافضل لهذا على ذاك،دون أن يشيد جلالته بوطنيين لهم غيرة على بلدهم فأبلوا البلاء الحسن في سبيل النهوض بأوضاع البلد ليتبوأ المكانة المتميزة في نكران تام للذات شعارهم في ذلك”الوطن فوق كل اعتبار”.
كما أشاد جلالته بدور القوات المسلحة الملكية و سائر القوات العمومية في حفظ الأمن و استتبابه بين سائر مكونات الشعب المغربي ،وعلى أن المغرب سيظل مدافعا عن القضية الفلسطينية في إحترام تام لحسن الجوار.