كلمة السيد راشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب بمناسبة زيارته للجمعية الوطنية لجمهورية السنغال
بسم الله الرحمن الرحيم،
السيد الرئيس والأخ العزيز،الزميلات والزملاء أعضاء الجمعية الوطنية لجمهورية السنغال الشقيقة،السيدات والسادة،تغمرني سعادة كبرى وأنا ألتقي بكم هنا، تحت هذه القبة، في مقر الجمعية الوطنية لجمهورية السنغال، رمز الديموقراطية، والسيادة، والتنوع، والتعددية السياسية.
وأود باسمي الشخصي وباسم الوفد الرفيع المرافق لي، أن أشكركم جزيل الشكر على دعوتكم، وعلى كرم الضيافة والاستقبال الأخوي الذي حظينا به.
لقد حافظت جمهورية السنغال والمملكة المغربية على روابطهما التاريخية على أساس متين قوامه الإسلام السمح المعتدل والمذهب السني المالكي.
كما يجمعنا تاريخ مشترك ينهل من المؤسسين الكبار لهاتين الأمتين، صاحبا الجلالة المغفور له الملك محمد الخامس والمغفور له الملك الحسن الثاني، بالإضافة إلى الرؤساء الراحل ليوبولد سيدار سنغور، وعبدو ديوف، وعبدولاي واد.
ونحن اليوم نؤسس لمستقبل مطمئن، ونشكل قاطرة لقارة إفريقية تنعم بالسلم، والقوة، والاستقلال، وذلك بفضل حصافة قائدي بلدينا:
صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وفخامة الرئيس ماكي سال.
السيد الرئيس،الزميلات والزملاء،إن المسار الذي رسمه بناتنا قد مكن من بلورة نموذج للاستقرار الاجتماعي الذي نتج عنه استقرار سياسي، وديموقراطية متميزة متكيفة مع سياقاتنا وثقافاتنا.
وبهذا تشكل السنغال والمغرب ركائز الاستقرار الإقليمي، والقاري، والدولي.
إن هذه الديموقراطية السياسية لا تختزل في كونها مجرد تمرين بسيط لتجديد الهيئات التداولية، لكنها قبل كل شيء حجر أساس يمكن من جمع ولم كل مكونات المجتمع، على أساس ألا يستثني التقدم أحدا.
السيد الرئيس،الزميلات والزملاء،بفضل هذه الوحدة الوطنية، والحكمة السياسية سنتمكن من مواجهة مجموعة من التهديدات العابرة للحدود، سواء أتعلق الأمر بالانفصال، أو بالإرهاب، أو بالتطرف، أو بهجرة الأدمغة، أو بالمتاجرة في البشر وباقي الممنوعات.
وتنضاف لهذه التهديدات تحديات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحدها الاختلالات المناخية والتأخر التكنولوجي.
وفي مواجهة هذه التحديات، يتوفر بلدانا على إمكانات كبيرة وقدرات ثمينة من أجل تحقيق التقدم المنشود.فقد حباهما الله بموقعين استراتيجيين مطلين على المحيط الأطلسي ومتصلين بأبرز الطرق التجارية البحرية.
وفي هذا الصدد، يسرني التذكير بما ورد في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى 48 للمسيرة الخضراء، إذ قال جلالته “فالواجهة الأطلسية لإفريقيا تعاني من خصاص ملموس في البنيات التحتية والاستثمارات رغم مستوى مؤهلاتها البشرية ووفرة مواردها الطبيعية.
ومن هذا المنطلق، نعمل مع أشقائنا في إفريقيا ومع كل شركائنا على إيجاد إجابات عملية وناجعة لها، في إطار التعاون الدولي…”وفي هذا الصدد اقترح جلالته “إطلاق مبادرة على المستوى الدولي تهدف إلى تمكين دول الساحل والعمل على ربطها بشبكات النقل والتواصل بمحيطها الإقليمي”.
وبهذه المبادرة يؤكد جلالة الملك مرة أخرى على قيمة العمل الإفريقي المدروس بغية تحقيق المشاريع المهيكلة التي يستفيد منها الجميع.
السيد الرئيس،الزميلات والزملاء،إن شعبينا ينتظران منا أن نبني جسورا أقوى من السابقة، وأن نسرع من عملنا المشترك.
ولهذه الغاية نرسي اليوم شراكة أخوية متقدمة نلعب فيها دور الأبواب المفتوحة لباقي أشقائنا وشقيقاتنا في بلدان الساحل الإفريقي.
حيث تمثل هذه البلدان عمقنا الاستراتيجي، وحيث إن تقدمنا واستقرارنا رهين بتقدمها واستقرارها.
ولا شك أن مؤسستينا التشريعيتين يمكن أن تضطلعا بأدوار هامة من خلال التعاون، والتواصل، والحوار السياسي، والعمل المشترك في إطار المحافل البرلمانية المتعددة الأطراف، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمهارات بين الجمعية الوطنية لجمهورية السنغال ومجلس النواب بالمملكة المغربية.
وهذا مثال لمبادرات لا يمكن إلا أن تسهم في رفع تحدي المشاركة، وتقوية المؤسسات، وترسيخ الممارسة الديموقراطية.
أجدد لكم جزيل شكري على كرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال، وهما عربون محبة من شعب شقيق أصيل.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.