جيل الضياع

جيل الضياع

مصطفى فاكر

لا يختلف إثنان على من يتابع و يتدبر الأمور المفتعلة فيجد نفسه مستعدا لأية مهمة تنتظره و ينتظرها بشغف لتحقيق حلمه.

هذا شأن جيل الضياع و الفراغ،حيث أصبحوا مادة دسمة لتحليلات سياسوية و منصهرة في زمن العولمة تغلب عليه المحسوبية و الزبونية خاضع للقانون التجاري بين العرض و الطلب.ولعل هذه المعطيات تجعل كل مثقف غيور على وطنه وله حس وطني بما آتاه من مواصفات يتدارك الأمر بكل موضوعية و يحتج و يعترض ويعرض كل الخروقات التي قد تطال كل المستويات ،وفي نفس الوقت ينصح ليفك جدار الصمت.

رغم أن الإحتجاج اليوم أصبح عقيما في كل ربوع المملكة و كل تغيير مرتبط بتطور الافكار،إلا أن الواقع في الأصل لا يتغير و لا نستطيع تغيير ذوي الشعارات الرنانة إلا بصبر أيوب.

والمثير للجدل هو كيف نبدد هذا الانغلاق الجاثم على عقول المسؤولين و الساهرين على التسيير لكل القطاعات و بدون استثناء،لننطلق ببوادر حلم جديد يقطع مع صراعات الاحتكار السياسي و الاقتصادي في زمن نتبجح به بالاليات الديمقراطية و الدفاع عن حقوق الانسان البسيط لضمان عيشه الكريم.

إن ما يثير مشاعر الغضب و القلق هو هزات الشباب المعطل و المغلوب على حاله و الذي يسعى جاهدا إلى تحطيم ذلك الجدار الخفي و البوح في وجه المسؤولين بمختلف مراتبهم و صفاتهم سواء موظفون عموميون أو منتخبون فقط من أجل فهم طموحاته و الاعتراف بقدراته حتى يجد نفسه في مستوى التحديات و الوعي بتصرفاته وتحديد أحلامه،ظنا منه أنها الأساس ليسمع صوته في عالم جريح بأعلى صرخاته،أيها المسؤولون:مستقبل أبناءنا وجيلنا بين أيديكم،أنتم سبيل لتحقيق أهدافنا و أحلامنا.

أيها السؤولون :أنتم المتحكمون عن بعد في سفينة الحلول و النجاة.

سمعنا بمبادرات التشغيل و التوظيف و التنمية،سمعنا كما سمع السابقون منا.. و سمعنا ما سيردده اللاحقون من بعدنا…ولا أثر لسياستكم و وعودكم.

أنقذوا شبابنا ووطننا قبل فوات الآوان،قبل أن تهب ريح عاتية و تصفع بكم في غيابات الجب و تهدم أفكارنا و تحد أحلامنا.

أيها المسؤولون نريد من يشفر رسائلنا و يحلل أفكارنا و يضمن حقوقنا ويشخص أحاسيسنا و يجعل خيالنا واقعا…نحن في أمس الحاجة لمن يدافع عنا قبل فوات الاوان.

كفى من شعاراتكم الرنانة،بمؤتمراتكم وداخل أسقف مكاتبكم المكيفة،فأنتم صورة لماضينا و فخر لمستقبلنا ،أنتم جيل الغد،شعار أمجادنا و أحلامنا و جيل ديمقراطيتنا.

كفاكم عنا من لغة الخشب،أنتم لا تمدون لنا يد المساعدة.أنتم من أغلق في وجهنا الغد المشرق…أنتم من يقف سدا منيعا بيننا و بين أهدافنا…أنتم من يتحمل ما آلت إليه الأوضاع.

شاهد أيضاً

عذرا أبريل أنت لست كذابا

عذرا أبريل أنت لست كذابا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار