الثقة بمؤسسات الدولة المغربية والكفاءات الوطنية داخل وخارج أرض الوطن تصنع المستحيلات نموذجا تفوق المنتخب الوطني

الثقة بمؤسسات الدولة المغربية والكفاءات الوطنية داخل وخارج أرض الوطن تصنع المستحيلات نموذجا تفوق المنتخب الوطني

زكرياء الإسماعيلي العلوي

الثقة بمؤسسات الدولة المغربية والكفاءات الوطنية داخل وخارج أرض الوطن تصنع المستحيلات نموذجا تفوق المنتخب الوطني
أقول دائماً أن قوة إيماني بأن المغرب له من العراقة التاريخية والمقومات الحضارية والثقافية ما يمنحنا من القدرة على تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات متعددة شريطة توفر الإرادة وتهييئ الأسباب الواقعية وغير ما مرة، قلت أن أهم تلك الأسباب هو الرهان على “تمغرابيت”، والوعي بقيمة ودلالات الانتماء للأمة المغربية، بما يحمله من روح تؤهلنا لرفع تحديات التأهيل في الرياضة والاقتصاد والثقافة والمعرفة والإعلام والتعليم والصحة والتضامن الاجتماعي وغيرها من جوانب الحياة الأخرى.
، لاشيء يسعدنا أكثر من رؤية أولاد المملكة المغربية الشريفة يحققون نجاحات يصنعونها بأيديهم وجهودهم، كيفما كانت طبيعة ميدان التفوق إن النجاح هو محصلة جهد متواصل و ديناميكية تراكمية، وليس حدثا عابرا ينزل من السماء بصيغة المفرد، ليس قبله سياق و لا بعده شيء…
وبالطبع الانتصار لا يتحقق إلا بالعمل والمثابرة والتدبير الاحترافي والنهج الاستراتيجي وترشيد الإمكانيات البشرية والمادية، فإن الانتصار يصعب إذا ساد التفكير السلبي والتشاؤم غير المبرر والإحساس بالدونية وتسفيه الذات، وطغيان الفردانية على روح المجموعة، وتهميش الطاقات البشرية والكفاءات الوطنية والاستهانة من أجل الإساءات لجهود الناس والتشكيك في قدرتهم على التميز. تلك قاعدة التفوق في كرة القدم، وفي الرياضة عموما، كما في كل مناحي الشأن العام وتدبير الواقع بإشكالاته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
لذلك، ونحن في أجواء كأس العالم وما خلقته من حماس لدى غالبية أبناء الشعب المغربي الأصيل المنتشين بإنجازات منتخبنا الوطني، يجب أن نلتقط دلالة اللحظة التاريخية بما تحمله من روح جميلة تجمع بين الثقة في إمكانيات شبابنا على تحقيق الأفضل، و الأمل في أن تستمر النجاحات أطول مدة ممكنة وتتمدد فكرة “النجاح” وتستثمر بشكل شمولي واسع وهادف، لسببين اثنين على الأقل، هما :
– أولا، بعد زمن الجائحة الوبائية وضغط مشاكل الجفاف وغلاء الأسعار، نحن في حاجة إلى شحنة قوية من الفرح والتفاؤل نسترجع بها ثقتنا في أن الدائرة الإيجابية لازالت مفتوحة وعلينا الوقوف بداخلها والابتعاد عن السلبية وجلد الذات. ولعل الهبة الشعبية التلقائية لكل فئات المجتمع المغربي، رافعين أعلام المملكة المغربية، يؤكد أن في دواخل الناس رغبة جامحة في إنجاز “شيء ما”، نكسر به رتابة اليومي الضاغط.
– ثانيا، لأن كل انتصار مغربي، في الرياضة وغيرها من المجالات، يتيح لنا فرص ذهبية لاتعوض يمكن استثمارها لخلق روح إيجابية تجدد الإرادة المجتمعية لإنجاز المزيد على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية والفنية والإعلامية، وتثمين رصيد التراكمات لتعزيز مسار التأهيل التنموي الشامل الذي يأمله كل المغاربة قاطبة
وفي هذا الموضوع علينا استثمار كل مناسبة فرح بانتصار معين، لإحياء ثقة المواطنين في أنفسهم وفي قدراتهم الفردية والجماعية، وتشجيعهم على الانخراط وجدانيا في المشروع الوطني المغربي، والثقة في أننا شعب يستطيع تحقيق التنمية المدمجة لكل أبنائه، إذا أردنا ذلك وآمنا بقدراتنا وذكائنا، وأزلنا من طريقنا معيقات تعرقل سيرنا، ومعيقين يصرون على تشتيت التركيز الجماعي بسلوكات شعبوية مقيتة وحروب عبثية ضد الكفاءات الغيورة وضد فكرة التميز المغربي..
أما المشككين في جدوى الفرح الكروي، الذي وصفوه بأنه عابر وظرفي غير مؤثر، عليهم أن يصححوا فهمهم المجانب للصواب، ويدركوا أن المغاربة حين يعبرون بحماس عن فرحهم بانتصار فريقنا الوطني، لا يتخلون عن وعيهم بأنه إنجاز رياضي فقط، و يدركون أن كل إنجاز، مهما علت قيمته، لا يمكنه أن يحل كل مشاكل الواقع بعصا سحرية، كما أنه ليس مطلوبا من منتخب كرة القدم أن يفوز في المونديال لتتغير كل مناحي الحياة وأحوال الناس إلى الأفضل. كل ما في الأمر، أن المغاربة عبر التاريخ كانوا ولايزالون يؤمنون بثقافة الفرح المشروع، ويسعدون بالمتاح من نجاحات، مع الاستمرار في العمل من أجل بلوغ كل الفرح المرغوب في كل مجالات الحياة. ومن دون شك أن رؤية شباب المنتخب الوطني وهم يحققون نتائج إيجابية، ويرسلون رسائل مليئة بقيم العطاء من أجل الوطن والثقة والتضامن والحب والأخوة وأهمية العائلة، لا يمكن إلا أن تتعزز بها رغبتنا في رؤية الإنسان المغربي، بشكل عام، ينتصر في معارك الواقع ليحقق النهضة في التعليم والصحة والاقتصاد والتضامن الاجتماعي والثقافة والإعلام.
لذلك، سندافع عن حقنا في الفرح بكل فوز يحققه أبناء المملكة المغربية الشريفة وسنظل مدركين أن الحياة لا تتوقف على فوز هنا أو خسارة هناك، وأن كرة القدم هي جزء مما أبدعه الإنسان، وأن الرياضة تطورت وأصبحت قطاعا اقتصاديا قائما بذاته، له أثره ونتائجه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الكبيرة التي تستحق منا تدبرها وتدبيرها. وعوض التعاطي مع “الفرح الكروي العابر” بسلبية وتبخيس، يجب تشجيع ثقافة الاستثمار في الانتصارات التي نحققها، لأنها جسر يقوي اللحمة المجتمعية ويزيد الافتخار الشعبي بالانتماء المغربي، كما يجب العمل على تقوية جسور أخرى تزيد من افتخارنا بانتمائنا وهويتنا الوطنية، منها على سبيل المثال لا الحصر
يستحق المواطن المغربي مجد تاريخ أمتنا المغربية وقوة رسوخ ثوابتنا الوطنية، لنساهم في تعزيز مقومات السيادة الوطنية وتقوية الأمن القومي الاستراتيجي لبلادنا.. حفظ الله الوطن

شاهد أيضاً

الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

الاحتفال بالذكرى التاسعة عشر لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار