المايسترو موحا أشيبان.. على قيد الحياة

المايسترو موحا أشيبان.. على قيد الحياة

خالد غزالي



برقصته الخاصة التي تؤشر لجري الفرس،ظل شابا الى أن غادر الحياة دون مرض، ترك ابنه خليفة بعد عقود من احيدوس أوصلته الى رؤساء العالم قبل جماهيرها .

برقصته الخاصة التي تؤشر لجري الفرس،ظل شابا الى أن غادر الحياة دون مرض، ترك ابنه خليفة بعد عقود من احيدوس أوصلته الى رؤساء العالم قبل جماهيرها .
يرجح أن موحا الحسين أشيبان ولد عام 1916 في منطقة أزرو نايت لحسن بإقليم خنيفرة بالأطلس المتوسط. نشأ في بيت متواضع ومارس الفلاحة ورعي الأغنام، وتشبع بفن الفولكلور الأمازيغي المحلي المعروف بـ”أحيدوس”.

انضم أشيبان إلى صفوف الجندية في وقت مبكر من حياته إبان الاحتلال الفرنسي للمغرب ،وشارك في الحرب العالمية الثانية ،ويحكي معارفه أنه لم يكن يفارق آلته الموسيقية “الدف” حتى وهو وسط أجواء القصف والنيران، حيث كان يطرب ويسلي زملاءه خلال الاستراحات في الحرب.
سرعان ما فُصل من سلك الجندية بعد رفضه تنفيذ أمر ضابط فرنسي له بإطلاق النار على أحد مساجد الدار البيضاء، ثم انضم إلى صفوف المقاومة المسلحة ضد الفرنسيين. وذكرت تقارير إعلامية أنه رفضه عرضا وظيفيا بتولي منصب “قائد” منطقة “مختار” بُعيد استقلال المغرب.

بدأ أشيبان مساره الفني مبكرا فأنشأ فرقة لرقصة أحيدوس، ثم انفصل عنها وأسس عام 1975 فرقة أخرى استمر معها لآخر يوم في حياته.
وتعني كلمة “أحيدوس” بالأمازيغية “الرقصة الجماعية”، وتقدم على شكل فرقتين أو أكثر فتتقابلان مدّا أو جزرا أو تتوازيان تماثلًا بالتراجع أو التقدم، ويمكن أن تنقسم الفرقة الواحدة إلى عدة أقسام متساوية، ويقود هذه الفرق الراقصة “المايسترو” أو “الشيخ” أو “المعلم” الذي يستعين بحركاته التنظيمية من أجل توجيه دفة الرقص والتحكم فيه إيقاعيا وشعريا.
وكان أول من أطلق لقب المايسترو على موحى الحسين أشيبان هو الرئيس الأمريكي رونالد ويلسون ريجان.
مثل موحا الحسين أشيبان الفن التراثي المغربي الأطلسي في عدة ملتقيات ومهرجانات عالمية، وكان قادرا على إعطاء مكانة مشرفة لفن أحيدوس في العديد من الملتقبات الفنية الدولية في أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة منها مهرجان الموسيقى الروحية بفاس. حيث شارك في ما يفوق 150 من الملتقيات والمهرجانات الدولية، وكان أول مغربي أوقد مشعل افتتاح كأس العالم لكرة القدم 1982 بإسبانيا.
فاز برنامج وثائقي حول “المايسترو” موحى أو الحسين أشيبان سنة 2005 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان (الجزيرة) للإنتاج التلفزيوني. وقد شارك خلال حياته الفنية في حواي 150 من الملتقيات الثقافية والمهرجانات الفنية الدولية في أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة ، وقد حاز على عدة أوسمة وجوائز فنية دولية سلمت له من طرف شخصيات عالمية، على رأسها وسام الفنان العالمي الذي سلمته له ملكة بريطانيا سنة 1981 ، وقد عاش حياته في عمر مديد ناهز 113 سنة متمسكا طوال عمره بحياة الزهد والبساطة ولم يسعى قط وراء المال والجاه رغم احترافه فن أحيدوس منذ العام 1950 عندما اتخذه كمهنة فنية بمشوار طويل مما أكسبه لقب المايسترو بامتياز.

شاهد أيضاً

أسرة الأمن بتمارة تخلد الذكرى الـ68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

أسرة الأمن بتمارة تخلد الذكرى الـ68 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الأخبار